حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
العالم

يُدين موسكو ويراوغ كييف.. هل أعاد ترامب ترتيب أولويات حسم الحرب؟

يُدين موسكو ويراوغ كييف.. هل أعاد ترامب ترتيب أولويات حسم الحرب؟
بوتين وترامب وزيلينسكي
22 يوليو 2025، 11:38 م

أكد خبراء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بات يمارس "لعبة مزدوجة"، إذ يُبدي انزعاجه العلني من روسيا، بينما تقلّص قراراته الدعم العسكري لكييف، وتؤخّر تسليم المعدات الحساسة، ما يمنح موسكو تفوقًا ميدانيًا.

وأشاروا إلى أن الرئيس الأمريكي بدأ بإعادة ضبط أدوات الضغط على روسيا وأوكرانيا، عبر إستراتيجية جديدة تهدف إلى تعظيم المكاسب لبلاده، وبينوا أنه لم يُغلق باب الدبلوماسية مع موسكو، بل يعيد ترتيب الأولويات.

وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تحول لافت لنهج الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، عن إعادة توزيع شحنات الأسلحة الدفاعية المجدولة للحلفاء الأوروبيين، لصالح تعزيز القدرات الجوية الأوكرانية، من خلال تسريع تسليم منظومات صواريخ "باتريوت".

وتأتي هذه الخطوة في إطار إعادة هيكلة شاملة لإستراتيجية الدعم، دون التورط المباشر في تمويل الحرب.

أخبار ذات علاقة

بوتين وترامب

مصادر روسية: بوتين لم ينزعج من تهديدات ترامب "العاطفية"

وجاء القرار عقب اجتماع بين ترامب وأمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي، حيث صرّح ترامب: "توصلنا إلى اتفاق نرسل بموجبه أسلحة إلى أوكرانيا، وسيدفع الحلفاء الأوروبيون ثمنها".

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن القرار يستهدف توفير مزيد من منظومات الدفاع الجوي لأوكرانيا، لا سيما صواريخ "باتريوت"، في ظل تصاعد الهجمات الروسية على البنية التحتية، والمواقع الحيوية الأوكرانية.

ورغم أن هذه الخطوة قد تبدو دعمًا لأوكرانيا، يرى خبراء أنها تعكس سياسة "الانسحاب الذكي" التي تتبناها إدارة ترامب، القائمة على تقليص الكلفة السياسية والمالية، دون التخلي عن التأثير في مسار الحرب.

ضبط أدوات الضغط

حول ذلك، قال الدكتور سعد خلف، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن ترامب لا يغلق باب التفاوض، بل يعيد ضبط أدوات الضغط عبر إستراتيجية جديدة تهدف إلى تعظيم المكاسب الأمريكية.

وأكد في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الإدارة الأمريكية أوقفت، منذ مارس/آذار الماضي، جميع أنواع الدعم المباشر لأوكرانيا، ما شكل ضغطًا واضحًا على كييف للتحرك نحو مسار تفاوضي مع روسيا، وأسفر عن هدنة استمرت 30 يومًا، جاءت بدورها نتيجة ضغط أمريكي مباشر.

وأضاف خلف أن إعلان ترامب في بداية يوليو/تموز، عن وقف الإمدادات العسكرية لم يكن انسحابًا، بل إعادة تقييم للمخزون العسكري الأمريكي الذي تعرض للاستنزاف خلال فترة الدعم غير المشروط.

وأوضح أن الإدارة قررت، لاحقًا، إعادة هيكلة الدعم بحيث يتم عبر الحلفاء، أي أن تتولى الدول الأوروبية تزويد أوكرانيا بالسلاح، بينما تشتري هذه الدول الأسلحة من الولايات المتحدة، ما يحوّل واشنطن إلى مزوّد يحقق أرباحًا دون أن يتحمل المخاطر المباشرة.

وأشار إلى أن ترامب يتبع سياسة "العصا والجزرة"، بالضغط على الأطراف المتصارعة للقبول بتسوية، مع الحفاظ على دوران عجلة الصناعات الدفاعية الأمريكية.

وشدد خلف على وجود ازدواجية واضحة في مواقف الإدارة، إذ تُكثر من الحديث عن البعد الإنساني في أوكرانيا، بينما تتجاهل الانتهاكات الجارية في قطاع غزة، ما يفضح – بحسب تعبيره – التحيز الانتقائي في الخطاب الأمريكي.

ترتيب الأولويات

من جانبه، قال الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن "ترامب لم يُغلق باب الدبلوماسية مع روسيا، بل يتبع سياسة معاكسة تُعيد ترتيب الأولويات، وتصب فعليًا في مصلحة موسكو، رغم الخطاب العلني الذي يبدو معاديًا للكرملين".

وأكد في تصريح لـ"إرم نيوز" أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كانت تقدّم مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات شهريًا لأوكرانيا، من دون ضمانات واضحة.

واعتبر الأفندي أن ترامب، يمارس "لعبة مزدوجة"، إذ يُبدي انزعاجه العلني من روسيا، بينما تقلّص قراراته الميدانية الدعم العسكري لكييف، وتؤخّر تسليم المعدات الحساسة، ما يمنح موسكو تفوقًا ميدانيًا، وفق قوله.

وأضاف أن السياسة الأمريكية الحالية تدفع أوروبا لتحمّل تكاليف تسليح أوكرانيا، ما يعمّق أزمتها الاقتصادية.

وأوضح أن دولًا، مثل فرنسا، وإيطاليا، والتشيك، رفضت تمويل أنظمة الدفاع الجديدة، بينما وافقت ألمانيا وبريطانيا فقط، ما يعكس تصاعد الانقسام داخل الناتو والاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن موسكو تنظر بإيجابية إلى هذه التحولات، خصوصًا أن انخراط واشنطن المباشر عبر تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى يُعدّ خطًا أحمر بالنسبة للكرملين.

أخبار ذات علاقة

الجيش الروسي

بعد تجاهل بوتين لمهلة ترامب.. ما سيناريوهات التصعيد في أوكرانيا؟

تغيّر النهج

من جهته، قال ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي السابق، إن الولايات المتحدة تواصل تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، مؤكدًا أنه لا توجد مؤشرات ملموسة على احتمال تغيير هذا النهج جذريًا.

وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز، أن التغييرات قد تطال حجم ونوعية الأسلحة ومصادر التمويل، مشيرًا إلى أن هذه التعديلات تعتمد على القدرات الإنتاجية والمالية للمعسكر الغربي، وليس فقط على المواقف السياسية.

وفيما يتعلق بحديث ترامب عن مهلة الـ50 يومًا لروسيا، قال زاسبكين إن "هذا النوع من التصريحات لا يتطلب ردًا رسميًا، نظرًا لغموضها، وقد اكتفى الوزير لافروف بطرح علامة استفهام دون التعمق فيها".

وأكد أن الأوضاع من المتوقع أن تتغير كثيرًا خلال فترة الـ50 يومًا، مشيرًا إلى أنه قد تُفتح آفاق جديدة للتفاوض حول التسوية السياسية للنزاع في أوكرانيا، في ضوء التقدم اللاحق للجيش الروسي وتوسيع دائرة النفوذ الروسي على الساحة.

وأضاف زاسبكين أن هذا قد يسهل الوصول إلى اتفاق، إلا أنه احتمال افتراضي ومن السابق لأوانه الحديث عن نتائج الحملة العسكرية الصيفية التي تجري الآن، مشيرً إلى أنه في كل الأحوال فإن أبواب التفاوض الدبلوماسي غير مغلقة، كما أن التواصل بين روسيا وأمريكا سيستمر.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC