تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان

logo
العالم
خاص

دق ناقوس الخطر في نيودلهي.. لقاء قائد الجيش الباكستاني بترامب يعيد رسم التحالفات

دق ناقوس الخطر في نيودلهي.. لقاء قائد الجيش الباكستاني بترامب يعيد رسم التحالفات
دونالد ترامب وقائد الجيش الباكستاني عاصم منيرالمصدر: إرم نيوز
22 يوليو 2025، 4:49 م

في تحول لافت عكس تغيّر أولويات واشنطن، استأثرت باكستان باهتمام مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي استضاف قائد جيشها الجنرال عاصم منير على مأدبة غداء رسمية في اجتماع غير مسبوق بالبيت الأبيض يونيو الماضي.

الزيارة، الأولى من نوعها منذ عقود، لم تمرّ مرور الكرام في نيودلهي، التي وجدت نفسها أمام اختبار استراتيجي، دفعها إلى مراجعة تحالفاتها التقليدية، والتقارب بحذر نحو الصين، وسط مخاوف من تآكل مكانتها في حسابات واشنطن، لا سيما التقارير التي تُفيد بزيارة ترامب إلى إسلام أباد خلال الفترة المقبلة.

باكستان في دائرة الضوء

العلاقات بين واشنطن والمؤسسة العسكرية الباكستانية ليست جديدة، لكنها عادت لتتصدر المشهد بعد زيارة منير، التي ناقشت قضايا أمنية وإقليمية، أبرزها أفغانستان، والإرهاب، والصين. الرسالة الأقوى كانت سياسية ورمزية: "باكستان ما زالت شريكًا مهمًا للولايات المتحدة".

وزاد من حدة الرسالة تصريح لترامب زعم فيه أن باكستان أسقطت خمس مقاتلات رافال هندية خلال الاشتباكات الأخيرة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الهند، التي لم تُقر بهذه الخسائر، واعتبرت التصريح تحيزًا فجًا لإسلام أباد، مما فاقم التوتر في الأوساط السياسية والإعلامية في نيودلهي.

أخبار ذات علاقة

مقاتلات صينية

بعد حرب الهند وباكستان.. أسعار الأسلحة الصينية تُحلق (فيديو إرم)

إعادة ترتيب أولويات واشنطن

يرى حافظ بشير، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن استقبال ترامب لقائد الجيش الباكستاني يحمل رسالة رمزية واضحة مفادها بأن واشنطن تُعيد النظر في أولوياتها الأمنية، وتسعى لإحياء تحالف استراتيجي مع إسلام أباد في ضوء التغيرات الإقليمية، وانسحابها من أفغانستان، وارتفاع النفوذ الصيني، خاصة من خلال الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.

ويضيف بشير أن هذا الانفتاح الأمريكي يمنح باكستان هامشًا أوسع في التفاعل مع الهند والصين، حيث تستفيد إسلام أباد من العلاقة مع واشنطن كورقة ضغط، رغم اعتمادها الاستراتيجي على بكين.

كما يرى أن التدخل الأمريكي لعب دورًا فعّالًا في تهدئة التصعيد الأخير مع الهند، لكنه يؤكد أن باكستان تحرص على تصوير قراراتها العسكرية والدبلوماسية على أنها مستقلة وذات سيادة.

احتجاج هندي ودبلوماسية غاضبة

مصادر دبلوماسية هندية كشفت أن الحكومة قدمت "احتجاجًا خاصًا" إلى الإدارة الأمريكية، معتبرة أن اللقاء مع قائد الجيش الباكستاني، في هذا التوقيت، يرسل "إشارات خاطئة" ويقوّض الثقة المتبادلة.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الهندية– فضّل عدم ذكر اسمه–  لوكالة "رويترز" إن الهند "تتفهم الحاجة الأمريكية للتوازن، لكنها ترى في الخطوة تجاهلًا لمصالحها الأمنية المباشرة".

من جانبه، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو، الدكتور أفتاب كمال باشا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن جميع الحكومات الهندية منذ الحرب الباردة سعت لعلاقات أوثق مع الولايات المتحدة عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة.

وأشار باشا إلى أن هدف نيودلهي الأبرز من ذلك، يأتي لاستخدام النفوذ الأمريكي للضغط على باكستان بشأن الإرهاب. لكن، كما يقول، "أثناء الأزمات العسكرية الأخيرة، صُدمت الهند حين ساوت واشنطن بينها وبين باكستان، ما أثار تساؤلات حقيقية حول جدوى هذا التقارب".

وأضاف باشا أن الولايات المتحدة ما زالت تحتفظ بعلاقات قوية مع المؤسسة العسكرية الباكستانية، بسبب عوامل عدة تشمل الموقع الجغرافي، والوضع في أفغانستان، والتنافس مع الصين، وأزمات إيران والخليج. ويشير "باشا" إلى أن "باكستان لا تزال مهمة استراتيجيًا للولايات المتحدة رغم كل ما قدّمته الهند".

أخبار ذات علاقة

حطام قالت تقارير إنه لمقاتلة رافال هندية أسقطت في كشمير

حرب الهند وباكستان تحيي "صراع النفوذ" بين واشنطن وبكين

نيودلهي تعيد ضبط البوصلة

التحرك الأمريكي لم يكن بلا ثمن؛ فقد تسببت الخطوة في تعثر بعض المفاوضات التجارية بين نيودلهي وواشنطن، وتأجيل اجتماعات رفيعة كانت مقررة نهاية يوليو. لكن كرد فعل، قامت الهند بإرسال وزير خارجيتها سوبرامانيام جايشانكار إلى بكين في أول زيارة من نوعها منذ اشتباكات 2020 الحدودية، في محاولة لإعادة التوازن الاستراتيجي. كما تبحث الحكومة تخفيف القيود على الاستثمارات الصينية، رغم القلق العميق من توسع النفوذ الصيني في جوار الهند واعتمادها المتزايد على بكين في استيراد مواد حيوية.

لكن "باشا" يشير إلى أن علاقات الهند بالصين لا تخلو من "عدم الثقة"، لا سيما بعد رفض منظمة شنغهاي للتعاون إدراج الهجوم الإرهابي في بوهالغام ضمن جدول أعمالها، وهو ما اعتبرته نيودلهي تجاهلًا لحقوقها.

وفي تطور آخر، تدرس الحكومة الهندية الآن تخفيف قيود الاستثمار المفروضة على الشركات الصينية، في مؤشر إضافي على رغبة في إعادة تدوير العلاقات بما يخدم المصالح الهندية بعيدًا عن الرهان الحصري على واشنطن.

سياسة "الرهانات المتعددة"

بحسب محللين تحدثوا لـ"رويترز"، فإن الهند لم تعد ترى في التحالف مع الولايات المتحدة ضمانة كافية في ظل تحولات السياسة الأمريكية. ويقول أحدهم: "الهند تتحرك الآن من موقع الانحياز إلى موقع التوازن. لا خروج من المحور الأمريكي، بل فتح قنوات محسوبة مع بكين لتأمين المصالح".

القلق الهندي يتزامن مع تقارير عن زيارة مرتقبة لترامب إلى باكستان في سبتمبر المقبل، ما يثير مخاوف من تصعيد في التحالف الأمريكي-الباكستاني إذا ما عاد ترامب فعليًا إلى البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة.

وفي ظل هذه التحولات، تبدو نيودلهي وكأنها تعيد كتابة معادلة سياستها الخارجية. وبينما تواصل الضغط على واشنطن للحفاظ على التزاماتها الأمنية، فإنها تفتح الباب أمام الصين لضمان عدم ترك الساحة خالية للمفاجآت. أما ترامب، فيبدو أنه بدأ مبكرًا في رسم ملامح تحالفات جنوب آسيا لما بعد نوفمبر 2025.

أخبار ذات علاقة

نائب رئيس أركان الجيش الهندي الجنرال راهول سينغ،

الهند تتهم الصين بتقديم "معلومات حينية" لباكستان خلال الحرب

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC