حرب الهند وباكستان تحيي "صراع النفوذ" بين واشنطن وبكين

تعيد بوادر الحرب بين الهند وباكستان، سياسات القوى العظمى، الولايات المتحدة والصين تحديدًا، في أطول صراع في جنوب آسيا وأكثرها تعقيدًا. 

فبينما اعتمدت الولايات المتحدة على  الهند كشريك في مواجهة الصين، عززت بكين دعمها لباكستان ورعايتها لها مع تزايد التقارب بين الهند والولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، تدهورت العلاقات بين الهند والصين في السنوات الأخيرة بسبب المطالبات الإقليمية المتنافسة، مع اندلاع اشتباكات بين جيشيهما في بعض الأحيان. 

  تعقيد التحالفات

وبلغت العلاقات بين أكبر قوتين في العالم، الولايات المتحدة والصين، أدنى مستوياتها مع شن الرئيس ترامب حربًا تجارية ضد بكين.

ويُظهر هذا المزيج القابل للاشتعال مدى تعقيد التحالفات وفوضويتها مع تفكك النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب "نيويورك تايمز".

ويتفاقم هذا التقلب بسبب تاريخ جنوب آسيا الحافل بالمواجهات العسكرية المتكررة، حيث القوات المسلحة على كلا الجانبين معرضة لارتكاب الأخطاء، ما يزيد خطر خروج التصعيد عن السيطرة.

 دور الصين وأمريكا

وتقول آشلي تيليس، وهي دبلوماسية سابقة وزميلة بارزة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "أصبحت الولايات المتحدة الآن محورية للمصالح الأمنية الهندية، بينما تلعب الصين دورًا مماثلًا بشكل متزايد في باكستان".

مع اتخاذ الهند إجراءات عسكرية ضد باكستان، حظيت الولايات المتحدة بدعم أقوى من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة.

تحدث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مع كل من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونائب الرئيس جيه دي فانس في الأيام الأولى التي أعقبت الهجوم "الإرهابي" في 22 أبريل في كشمير. 

  ضوء أخضر لخطة الهند

واعتبر العديد من المسؤولين في نيودلهي الدعم القوي الذي أبداه مسؤولو إدارة ترامب بمنزلة ضوء أخضر لخطة الهند للرد على باكستان، حتى لو حث المسؤولون الأمريكيون على ضبط النفس.

من جانبها، قادت الصين الدعم العلني لباكستان، واصفة إياها بـ "الصديق الوفي والشريك الاستراتيجي المتعاون في جميع الظروف".

وقد تنعكس هذه الاتجاهات بشكل متزايد في الصراعات العسكرية.

وتقول ليندسي فورد، المسؤولة الدفاعية الأمريكية السابقة رفيعة المستوى، والزميلة البارزة حاليًا في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث الأمريكية: "إذا تأملنا في شكل الصراع المستقبلي بين الهند وباكستان، سنجد أنه سيبدو بشكل متزايد وكأن الهند تقاتل بمنصات أمريكية وأوروبية، وباكستان تقاتل بمنصات صينية". 

وتضيف: "لقد تطورت علاقات الشركاء الأمنيين الوثيقين لكلا البلدين بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي".