logo
العالم

خبير فرنسي: صعود اليمين المتطرف يهدد الديمقراطية في أوروبا

خبير فرنسي: صعود اليمين المتطرف يهدد الديمقراطية في أوروبا
المحلل السياسي جان إيف كاموالمصدر: إرم نيوز
22 يوليو 2025، 6:34 ص

تشهد القارة الأوروبية، وفي القلب منها فرنسا، موجة متصاعدة من تنامي نفوذ اليمين المتطرف، وهي ظاهرة لم تعد مجرد قلق سياسي مؤقت، بل أصبحت واقعًا يؤثر على ملامح الديمقراطية، ويعيد تشكيل الخطاب العام حول قضايا الهوية والهجرة والدين.

فاليمين المتطرف لم يعد ظاهرة هامشية، بل أصبح جزءًا من المشهد السياسي الرسمي بالقارة العجوز، يحقق نتائج غير مسبوقة في الانتخابات، ويقود الخطاب في الإعلام والسياسات العامة.

ورغم اختلاف الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة في القارة الأوروبية من حيث الشكل والخطاب، إلا أنها تشترك في سمات واضحة، أبرزها النزعة القومية، ومعاداة الهجرة، والمحافظة الاجتماعية، بل يصل الأمر في بعض الحالات إلى الطعن في جوهر الديمقراطية نفسها. 

عائلة أيديولوجية 

وبحسب صحيفة "لوموند ديبلوماتيك"، يمكن تعريف اليمين المتطرف بأنه "عائلة أيديولوجية من الأحزاب والحركات والجماعات التي تشترك في نقد جذري للديمقراطية، باسم أيديولوجية استبدادية وعنصرية وقومية، تميل إلى إقصاء فئات بعينها من المجتمع".

وفي هذا السياق، أجرى "إرم نيوز" حوارًا مع جان إيف كامو، المحلل السياسي والباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس (IRIS)، والمتخصص في شؤون اليمين المتطرف، لفهم جذور هذه الظاهرة المتصاعدة في أوروبا، وتحديدًا في فرنسا، ودوافعها، وخطورتها على النسيج الاجتماعي والديمقراطي الأوروبي.

كما يتطرق الحوار إلى موقع الجاليات المسلمة في هذا السياق المضطرب.

أخبار ذات علاقة

اشتباكات جنوب إسبانيا

توسعت إلى إسبانيا.. توترات الهجرة تفتح باب صعود اليمين المتطرف

 وفيما يلي نص الحوار:

شهدنا في السنوات الأخيرة صعودًا ملحوظًا لليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا.. إلى ماذا تعزوه؟

هذا الصعود هو في جزء كبير منه نتيجة فشل السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي انتهجها كلّ من اليمين المحافظ والاشتراكية الديمقراطية، والتي لم تعد تلبي احتياجات الطبقة المتوسطة والطبقات الشعبية.

إنّ الفجوات في الثروة تتسع، وبالتالي تزداد حالة انعدام الثقة في الأحزاب السياسية التقليدية، وهو ما يستفيد منه الشعبويون من اليمين المتطرف.

في ضوء هذا التنامي، كيف تفسرون تعدد أشكال اليمين المتطرف في أوروبا؟ وهل يمكن اعتباره تيارًا أيديولوجيًا موحدًا؟

لا، من الخطأ الاعتقاد بأن اليمين المتطرف في أوروبا يشكّل "عائلة موحدة"، هناك بالتأكيد تقاطعات أيديولوجية بين هذه الحركات، لكن السياقات المحلية والاجتماعية تختلف كثيرًا.

وعلى سبيل المثال، في فرنسا، يعتمد خطاب "التجمع الوطني" على نقد التعددية الثقافية والهجرة، ويجتذب فئات تضررت من التدهور الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، كما يتموضع كبديل عن اليمين واليسار معًا.

أما في بلجيكا، نجد حزب "فلامس بلانغ" الذي يحمل أيديولوجيا مشابهة، لكنه ينشط في بيئة اقتصادية مزدهرة نسبيًا، مما يدل على أن هذا الخطاب لا يرتبط فقط بالأزمات، بل يتغذى أيضًا على قضايا الهوية والانتماء.

باعتقادكم هل اليمين المتطرف يستغل قضية الإسلام والمهاجرين لبناء خطابه السياسي؟

بالطبع، يستغل اليمين المتطرف قضية الإسلام، خاصة منذ هجمات عام 2015، ويُنظر إلى الأجانب، خصوصًا إذا كانوا مسلمين، بما في ذلك الفرنسيون المسلمون، على أنهم نوع من "التهديد الداخلي"، حتى لو لم يكونوا متدينين.

ويتم تضخيم هذا التصور في الإعلام والخطابات السياسية، ما يؤدي إلى تأجيج مشاعر الخوف والانقسام داخل المجتمع.

أخبار ذات علاقة

أعلام الاتحاد الأوروبي

"لو فيغارو": ضعف القيادة يهدد مستقبل القارة الأوروبية

 إلى أي مدى يُشكل اليمين المتطرف تهديدًا حقيقيًا للديمقراطية الأوروبية؟ وهل هناك نوع من التساهل الأوروبي معه مقارنة بالإسلام السياسي؟

اليمين المتطرف يشكل بالتأكيد خطرًا على الديمقراطية؛ لأنه يُذكي النزعات المعادية للأجانب، ويُقلل من فرص اندماج المهاجرين، ويُشوه مبدأ التعددية.

ولا يبدي الاتحاد الأوروبي اهتمامًا كافيًا بهذا التهديد، فهو غير قادر على فرض دولة القانون على دول مثل المجر وبولندا، كما يترك الدول التي تستقبل المهاجرين تتصرف وحدها في إدارة الملف، دون استراتيجية تضامنية حقيقية.

كيف ترون الوضع الحالي للجاليات المسلمة في أوروبا، في ظل الضغوط المتزايدة؟

الحقيقة، وجود الإسلام في أوروبا يُجبرنا على إعادة تعريف هويتنا الوطنية والأوروبية، لكننا غير قادرين على خوض هذا النقاش بصدق.

إننا نفضل أن نُلقي باللوم على الآخرين، سواء عبر تصوير الإسلام السياسي كتهديد خارجي، أو عبر الاستجابة لخطابات اليمين المتطرف التي تُحمّل المسلمين مسؤولية المشكلات الاجتماعية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC