logo
العالم

"لو فيغارو": ضعف القيادة يهدد مستقبل القارة الأوروبية

"لو فيغارو": ضعف القيادة يهدد مستقبل القارة الأوروبية
أعلام الاتحاد الأوروبيالمصدر: رويترز
17 أكتوبر 2024، 10:48 ص

 تبدو أوروبا أكثر ضعفًا مع مواجهتها لتحديات جيوسياسية وأمنية واقتصادية حرجة، ومع ذلك ورغم إلحاح هذه القضايا، لا يزال الاتحاد الأوروبي منقسمًا وبطيئًا في الاستجابة، وذلك نتيجة ضعف القيادة في الدول الأعضاء الرئيسة، مثل فرنسا وألمانيا.

وهذا الفراغ في القيادة يتيح فرصة لأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، لتعزيز دورها بشكل أكبر.

وبحسب تقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، يواجه الاتحاد الأوروبي العديد من القضايا الملحة منها تصاعد النزاع في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب في أوكرانيا، وعدم اليقين حول الحليف الأمريكي، وتزايد المنافسة الصناعية مع قوى عالمية مثل الصين.

وأشار التقرير إلى أنه غالبًا ما يبدو الاتحاد غير قادر على الرد بالتماسك والقوة التي تتطلبها هذه التحديات.

تأخيرات مؤسسية

وأوضح التقرير أن الانتخابات الأوروبية أجريت في أواخر يونيو، لكن المفوضية الأوروبية الجديدة لم تتسلم مهامها بعد، لافتا إلى أن عملية تعيين واعتماد المفوضين السبعة والعشرين تأخرت، ومن المتوقع أن تنتهي في نهاية نوفمبر، وعندها فقط إذا سارت الأمور بسلاسة، يمكن أن تبدأ فون دير لاين فترة ولايتها الثانية في الأول من ديسمبر.

ورغم أن هذه التأخيرات الإجرائية مزعجة، إلا أن الانقسامات الأعمق داخل المجلس الأوروبي، الذي يضم الدول الأعضاء، تُعتبر أكثر إثارة للقلق.

ويتوقع أن تسلط القمة المقررة يوم الخميس في بروكسل الضوء على التوترات حول قضايا الهجرة، والانقسام بشأن الشرق الأوسط، واستمرار عرقلة المجر للدعم الموجه لأوكرانيا.

وعبّر وزير الخارجية اللوكسمبورغي، كزافييه بيتل، عن استيائه قائلاً: "يكاد لا يستمع إلينا أحد بعد الآن".

وأضاف " لا نملك إجابات، نحن نُعتبر مجرد فتات على الساحة الدولية". 

أخبار ذات علاقة

الرئيس المجري فيكتور أوربان

مواقفه تُغضب بروكسل.. هل أصبح أوربان "عبئاً" على الاتحاد الأوروبي؟

 

وردد كلام لويجي سكازيري من مركز الإصلاح الأوروبي، الذي وصف دور أوروبا في أزمة الشرق الأوسط بأنها مجرد "مشاهد".

التنافس الاقتصادي

وأشار التقرير إلى جانب آخر حرج هو تراجع القدرة التنافسية الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، خصوصًا عندما تقارن بالولايات المتحدة والصين. 

ودقت تقارير من إنريكو ليتا وماريو دراغي ناقوس الخطر، لكن مناقشات هذه القضايا تأجلت حتى نوفمبر.

 وانتقد بيس إيكهوت، الرئيس المشارك لحزب الخضر في البرلمان الأوروبي، المجلس الأوروبي لافتقاره إلى الشعور بالإلحاح.

شلل فرنسي-ألماني

وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا من أن أوروبا لديها "عامان أو ثلاثة" فقط لاستعادة توازنها.

وبين أن المحرك الفرنسي-الألماني للاتحاد الأوروبي يعاني من أعطال، فالنزاعات السياسية الداخلية في برلين، إلى جانب الانتخابات المقبلة في 2025، جعلت ألمانيا غير قادرة على القيادة بشكل فعال. 

ولأول مرة منذ معاهدة روما، تضعف فرنسا وألمانيا في آنٍ واحد، مما يترك فراغًا في القيادة في بروكسل .

لحظة حرجة

وأكد التقرير أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد يتحدد مستقبل أوروبا.

ووصف رافائيل غلوكسمان، رئيس وفد الحزب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، الأشهر المقبلة بأنها "حاسمة لمستقبل أوروبا"، محذرا من أن فوز دونالد ترامب قد يدفع إما إلى صدمة كهربائية تُعيد النشاط لأوروبا، أو يؤدي إلى انهيارها.

وخلص التقرير أنه إذا ظلت الدول الكبرى في أوروبا مشلولة، قد تضطر فون دير لاين إلى تولي دور أكثر بروزًا، ولاسيما أن قيادتها خلال أزمة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا أثبتت أنها قادرة على هذه المهمة، لكن التحديات التي تواجه أوروبا تتزايد.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC