حذر رئيس وزراء فنلندا، بيترّي أوربو، من أن روسيا ستعيد تموضع قواتها على حدود الناتو، في حال إتمام أي اتفاق سلام في أوكرانيا، في مؤشر صارخ على هشاشة دفاع أوروبا الشرقية أمام التهديد الروسي المستمر.
وقال أوربو لـ"فايننشال تايمز": إن "دول الجبهة الشرقية، التي تشمل فنلندا وإستونيا وليتوانيا وبولندا وغيرها، بحاجة إلى دعم مالي أوروبي عاجل لتعزيز قدراتها الدفاعية"، بعد أن شهدت هذه الدول زيادات غير مسبوقة في ميزانيات الدفاع، رغم الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها.
وأضاف أن روسيا، بغض النظر عن أي اتفاق أوكراني، ستسعى لتقوية مواقعها العسكرية بالقرب من الحدود الشمالية والبلطيق؛ ما يحتم على أوروبا أن تظل يقظة ومستعدة، خصوصًا مع توقع انخفاض الدعم الأمريكي على خلفية انشغالات واشنطن الأمنية الأخرى.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر أن الدول الحدودية تستعد لعقد أول قمة للجبهة الشرقية بهدف تنسيق القدرات العسكرية المشتركة في مجالات الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة، والقوات البرية، إضافة إلى تطوير نظم نقل وتحريك الأسلحة والجنود عبر القارة.
ويرى محللون أن هذه الخطوات تعكس إدراكًا متزايدًا بأن السلام في أوكرانيا لا يضمن الاستقرار في أوروبا الشرقية، وأن أي تهاون قد يمنح روسيا فرصة كبيرة لإعادة رسم خرائط القوة.
من جانبه أشار أوربو أيضًا إلى أن الاقتصاد الفنلندي يعاني من ضغوط كبيرة بعد أكثر من عقد من الركود؛ ما يجعل تمويل برامج الاستعداد العسكري الشامل، بما في ذلك الملاجئ وتدريب النخب والشباب، تحديًا إضافيًا أمام الحكومة.
ويشير مراقبون إلى أن المخاوف تتصاعد، مع استضافة أوربو لأول قمة حاسمة للدول المتاخمة لروسيا على الجبهة الشرقية، اليوم الثلاثاء، من أن أوروبا قد تفشل في تقديم الدعم المالي الكافي لدول الجبهة الشرقية، خصوصًا بعد استمرار الخلافات حول استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم كييف.
وفي هذا الصدد يحذر البعض من أن فشل الاتحاد الأوروبي في هذه المعركة سيكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرة أوروبا على حماية حدودها ضد التهديد الروسي المستمر بعد أي تسوية في أوكرانيا، ويعيد تسليط الضوء على الحاجة إلى تحرك سريع وحاسم قبل فوات الأوان.