logo
العالم العربي

مسؤولون أمريكيون لـ"إرم نيوز": ترامب يرى بسلوك نتنياهو تهديدا لمشروعه في سوريا

مسؤولون أمريكيون لـ"إرم نيوز": ترامب يرى بسلوك نتنياهو تهديدا لمشروعه في سوريا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز
22 يوليو 2025، 9:28 ص

قال مسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يرى في سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهديدا لمشروعه في سوريا، مشيرين إلى غضب الأول من العمليات العسكرية التي نفذتها إسرائيل مؤخرًا داخل سوريا، والتي استهدفت عدة مبانٍ ومؤسسات سيادية في العاصمة دمشق. 

وأضاف المسؤولون في تصريحات أدلوا بها لـ"إرم نيوز"، إن ترامب غاضب وغير سعيد بالخطوة التي أقدم عليها  نتنياهو الأسبوع الماضي من خلال تنفيذ عمليات عسكرية عنيفة داخل سوريا.

أخبار ذات علاقة

كارولين ليفيت

البيت الأبيض: ترامب فوجئ بقصف سوريا

 ووصف المسؤولون السلوك غير  المسؤول لنتنياهو بـ"الجنون"، لأنه يأتي خارج السياق تمامًا، والذي تريده الإدارة الحالية لعلاقتها بالتحول الجديد في سوريا، وما تريد أن ترسمه بالمستقبل في العاصمة دمشق من مجموعة تحولات يمكن أن تشكّل نموذجًا جديدًا في تعامل الولايات المتحدة مع أزمات المنطقة.

 وكشفوا  أن انزعاج ترامب من التدخل الإسرائيلي يتعارض مع المساعي التي خاضتها هذه الإدارة في سبيل ترسيخ التحول الجديد في سوريا، وتحقيق الالتزام الذي وعد به الرئيس ترامب السوريين بأن إدارته ستكون إلى جانبهم في سبيل تحقيق النقلة التاريخية النوعية في حياتهم المستقبلية.

 وأضافوا أن هناك رهانًا حقيقيًا من قبل الإدارة الحالية على النموذج السوري الذي يريده الرئيس ترامب أن يتحقق في المنطقة، وذلك عبر إظهار مخالفة واضحة لجميع الرؤساء الذين سبقوه إلى البيت الأبيض.

إرث مختلف في الشرق الأوسط

 قال المسؤولون إن وجهة نظر ترامب تعتبر أن الرئيس جورج بوش الابن أدخل الولايات المتحدة في حرب لا طائل من ورائها، وأن التدخل في العراق وأفغانستان كان خطأً استراتيجيًا وقرارًا كارثيًا بكل المقاييس.

 ومن بعده، لم يُغيّر الرئيس باراك أوباما شيئًا من قواعد التدخل الأمريكي، بل دفع بمزيد من القوات إلى بغداد وكابول، وعزّز الوضع الذي تركه سلفه في البيت الأبيض، لكنه أضاف إلى ذلك مجموعة قرارات كانت جميعها في غير صالح المنطقة في مرحلة ما صار يُعرف لاحقًا بالربيع العربي.

 ثم جاء الرئيس السابق جو بايدن، الذي كانت رئاسته، من وجهة نظر ترامب، "الأسوأ في التاريخ الأمريكي"، لا سيما بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وما تبعه من حروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

 ويعتقد ترامب أنه رئيس بسجلٍّ خالٍ من الحروب حتى الآن، وأنه سيعزّز هذا المسار من خلال تقديم معالجة مختلفة تمامًا عن أسلافه في سوريا.

رؤية ترامب.. النموذج الجديد

 هناك مجموعة من الأهداف يسعى إليها ترامب في سوريا، وذلك بعد أن خلص إلى أن أصل الأزمات في دول المنطقة يعود إلى سببين رئيسيين:

 الأول يتعلق باختلال فرص النمو والتطور وسوء توزيع الدخول الوطنية، والثاني بغياب التوافق الطائفي والعرقي بين مكونات هذه المجتمعات.

 مقاربة فريق ترامب تبتعد بالكامل عن تأجيج النزعات الطائفية، وتركّز على نظام سياسي واقتصادي جديد يقوم على احترام التعدد والقبول بقيم التنوع، والحياة تحت نظام الدولة المدنية الواحدة المشكلة من أقليات المجتمع جميعها.

 ويعتقد فريق ترامب أن المجتمع السوري يقدّم هذا النموذج المرغوب لتحقيق هذه الاستراتيجية، فهو متعدد في انتماءاته وعرقه، وهو أيضًا قابل لمشروع الدولة المدنية الواحدة بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية التي أرهقت جميع المكونات العرقية، وأنهكت الفرص الاقتصادية بالكامل في حياة السوريين.

 ويرى الفريق أن هناك فرصة حقيقية في سوريا لإعادة البناء، ويريدون لهذه العملية أن تتم بمرافقة أمريكية ورعاية غربية، وبمساعدة من شركاء الولايات المتحدة الإقليميين في المشروع الجديد في دمشق.

 ويقول المسؤولون في البيت الأبيض إن الإدارة الحالية توصّلت إلى تقييم يتماهى معه حلفاؤها الإقليميون، مفاده أن النجاح في سوريا وفقًا للنموذج الجديد سيشكّل الردّ الأنجع على النموذج الذي تقدمه إيران في المنطقة، وأن هذا النجاح سيحمل رسالة أيضًا إلى الداخل الإيراني.

 وينظرون بكثير من التفاؤل إلى فرص النجاح الكبيرة في سوريا هذه المرة، مؤكدين في حديثهم لـ"إرم نيوز" أن هذا لا يعني أن الطريق سيكون معبّدًا وسهلًا.

خطوتان حاسمتان

 ولفت المسؤولون إلى وجود العديد من العقبات في هذا الطريق، لكن إسراع الرئيس ترامب بخطوتين حاسمتين في الملف السوري، وهما: رفع العقوبات، وإعادة إدماج النظام الجديد في سوريا في المحيطين الإقليمي والدولي، من شأنهما فتح الأبواب سريعًا لإطلاق عمليات إعادة الإعمار، وهو المدخل الرئيسي للتحول الكبير الذي سيساعد السوريين على الدخول السريع في المرحلة المقبلة.

 وأكدوا أن الكثير من العمل يجري بعيدًا عن الأضواء في هذا الاتجاه، ويخدم الهدف الاستراتيجي لإدارة ترامب، الذي سبق أن أعلنه خلال لقائه بالرئيس أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، عندما صرّح بأنه اختار أن يمنح السوريين فرصة حقيقية لبدء مرحلة جديدة في تاريخ بلادهم.

التغيير في إيران يبدأ من دمشق

 يشير المسؤولون إلى أن الانزعاج العلني الذي أبداه الرئيس ترامب من العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي السورية، مخالف في الشكل والجوهر لتوجهات هذه الإدارة، وأن هناك خلافًا عميقًا في الرؤية بين ترامب ونتنياهو، خصوصًا في ما يتصل بحماية الدروز الذين يشكلون جزءًا من تركيبة الجيش الإسرائيلي، وأولئك الذين يُعدّون جزءًا حيويًا من المجتمع السوري.

 وأوضحوا أن هناك اتفاقًا في الرؤية بين إدارة ترامب وشريكين إقليميين للولايات المتحدة في الملف السوري، وهما: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 الأطراف الثلاثة من واشنطن إلى الرياض إلى أنقرة معنيّون بتأمين التحول السلمي والسلس في سوريا، وتقديم النموذج الجديد لشعوب المنطقة، وهو النموذج الذي يقدم صورة الازدهار الاقتصادي والتعايش السلمي بعيدًا عن الأجندة الإيرانية التي سادت لأكثر من عقدين في العلاقة مع دمشق وبيروت على التوالي.

 وأشاروا إلى أن هناك رهانًا كبيرًا على إسقاط ذلك النموذج الإيراني، وسحب سوريا مجددًا إلى محيطها الجغرافي الطبيعي، وجعلها نموذجًا لعلاقة جديدة تقوم على مبادئ حسن الجوار والتعاون الإيجابي، بعيدًا عن أي صيغ تهديدية أو خطابات متطرفة، أو استعانة بأجندات خارجية عابرة للحدود.

 ويؤكد المسؤولون أن هناك إجماعًا بين أركان الإدارة على أن النجاح في النموذج السوري سيشكّل في المنطقة النموذج الأفضل، ويمكن أن يُطبّق لاحقًا في لبنان، بالنظر إلى عناصر التشابه القوية بين الحالتين السورية واللبنانية، وربما في العراق أيضًا في مرحلة لاحقة.

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC