الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
أثارت زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون غرب أفريقيا والمبعوث الخاصّ إلى الساحل الإفريقي، للمنطقة، ويليام ستيفنز، وهي زيارة دشّنها بدولة مالي، تساؤلات حول ما سيحمله إلى المنطقة التي تعرف تنافساً مُحتدماً بين القوى الدولية.
وحملت الزيارة طابعاً أمنياً وعسكرياً بشكل كبير، حيث قال ستيفنز في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة المالية، باماكو، إن "مكافحة الإرهاب مسؤولية مشتركة، والجماعات المسلحة تُمثل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "التعاون مع مالي يشكل أولوية" لبلاده.
وتأتي زيارة ستيفنز بعد أيام من إعلان روسيا مُغادرة عناصر مجموعة فاغنر شبه العسكرية الخاصّة لمالي، وهو إعلان ردّ عليه الفيلق الإفريقي-الروسي بالكشف عن أن عملياته ستستمر في البلاد، ما فتح الباب أمام التكهنات بشأن دلالات ذلك.
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول "من الواضح أن زيارة ستيفنز جاءت لتعكس المخاوف الأمنية التي تؤرق الولايات المتحدة بشأن تداعيات استمرار تفجّر الوضع في الساحل الإفريقي، خاصة أن التدخل الروسي لم يُعطِ بعدُ نتائج ملموسة في ظل تصاعد الهجمات، خاصة في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو".
وأضاف ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة تهدف إلى محاصرة النفوذ الروسي في الساحل الإفريقي، خاصة أن واشنطن تدرك أن الوضع المنفلت قد يؤدي إلى تدفق مهاجرين بشكل غير مسبوق إلى موريتانيا، ومنها إلى الولايات المتحدة، التي هي في غنى عن أزمة مهاجرين جديدة".
وأوضح الخبير العسكري "الوضع صعب في الساحل الإفريقي، حيث يتزايد نفوذ الجماعات المسلحة على حساب الحكومات الانتقالية المنبثقة عن انقلابات عسكرية، وهي مدعومة من روسيا منذ سنوات، وبالتالي تحاول الولايات المتحدة إظهار فشل خيار الرهان على موسكو، وطرح نفسها من جديد كضامن للأمن واستقرار الساحل الإفريقي".
وتجدر الإشارة إلى أنّ ستيفنز ناقش أيضاً مع المسؤولين الماليين فرص التعاون الاقتصادي، معلناً عن قرب افتتاح غرفة التجارة الأمريكية في باماكو، بهدف تشجيع الاستثمارات وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين.
وقال الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الإفريقية، إبراهيم كوليبالي، إن "زيارة ستيفنز إلى الساحل قد تكون منطلقاً إلى دعم أمريكي مالي سخي لدول المنطقة التي تشعر بإحباط كبير جراء انهيار نظام المساعدات، وأيضاً تراجع الاستثمارات إثر موجة الانقلابات العسكرية التي عرفتها دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر".
وتابع كوليبالي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة باتت تبحث عن طريق للعودة إلى الساحل إثر انسحاب قواتها العسكرية من النيجر، وإذا ما نجحت في إقناع مالي بالعودة، فإن باماكو ربما تكون بوابة للعودة إلى بقية دول الساحل وتحدّي النفوذ الروسي والتركي"، وفق قراءته.
وختم كوليبالي قائلًا"لكن ذلك يبقى رهين إقناع حكومة آسيمي غويتا وتقديم عروض مُغرية عسكرياً واقتصادياً".