logo
العالم

كمين واشتباكات عنيفة.. نذر تصعيد بين الجيش المالي والجماعات المسلحة

كمين واشتباكات عنيفة.. نذر تصعيد بين الجيش المالي والجماعات المسلحة
الجيش الماليالمصدر: رويترز
16 يوليو 2025، 5:58 م

ملاذ عماد

تعرّض رتل عسكري تابع للجيش المالي لكمين مسلّح في منطقة ألكيت الواقعة بين كيدال وأنفيس شمالي مالي، على يد مقاتلين من حركة تحرير أزواد، إلى جانب عناصر من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ويُعد هذا الهجوم تصعيدًا جديدًا في دائرة العنف التي يشهدها شمال مالي  منذ أسابيع.

وبينما أعلنت حركة أزواد مقتل جميع أفراد الرتل العسكري والاستيلاء على معداته، اكتفت القوات المسلحة المالية بتأكيد وقوع اشتباكات عنيفة، دون الكشف عن حجم الخسائر في صفوفها أو تفاصيل إضافية بشأن مصير الجنود.

ووفق بيان صادر عن حركة أزواد، فإن الرتل العسكري كان في طريقه من مدينة كيدال إلى أنفيس صباح يوم الاثنين، ويتكوّن من أربع آليات بينها مدرعة، إلا أن المقاتلين باغتوه في الكمين واستحوذوا على كامل عتاده.

وقالت الحركة إن الجيش المالي استخدم مروحية عسكرية لضرب عناصرها، لكنه أصيب بضربات مضادة أرغمته على الانسحاب والنزول اضطراريًا في مطار كيدال العسكري.

أخبار ذات علاقة

تشييع إحدى الجنود النيجيريين

مقتل 10 جنود نيجريين إثر هجومين قرب حدود مالي وبوركينا فاسو

 تدهور أمني متزايد

في هذا السياق، قال الباحث والمحلل الأكاديمي المختص بالشأن الإفريقي، منتصر كمال، إن مالي تشهد تدهورًا أمنيًا متصاعدًا في ظل انتشار واسع للجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيما القاعدة وداعش في منطقة الساحل.

وأضاف أنه رغم العمليات العسكرية المتكررة التي تنفذها الحكومة والجيش، فإن الهجمات المسلحة وعمليات الكمين ضد القوات النظامية والمدنيين لا تزال متواصلة.

ويرى كمال أن تفاقم هذا الوضع مع انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتراجع الدعم الدولي، ترك فراغًا أمنيًا تستغله التنظيمات المتشددة.

وقال إن الصراع بين الجماعات المسلحة والحركات الانفصالية أدى إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار، ما يجعل شمال البلاد بؤرة للعنف المتصاعد.

وأكد أن هذه الأوضاع الأمنية المتدهورة انعكست بشكل مباشر على حياة السكان، كما فاقمت معاناتهم الإنسانية والاقتصادية، إذ تفرض الجماعات المسلحة حصارًا على بعض المدن والقرى، وتمنع وصول أي مساعدات إلى تلك المناطق.

أخبار ذات علاقة

أحد مقاتلي أزواد

ما خيارات الجيش المالي في مواجهة تصعيد "جبهة تحرير أزواد"؟

 تداعيات أمنية إقليمية

بدورها، أفادت الباحثة والأكاديمية المهتمة بالشأن الإفريقي، سامية عبدالله،  بأن تدهور الوضع الأمني في مالي أدى إلى تهديد استقرار دول الجوار لا سيما النيجر وبوركينا فاسو، حيث تتكرر هجمات الجماعات المسلحة عبر الحدود.

وأضافت عبدالله، لـ"إرم نيوز"، أن تحركات الجماعات الإرهابية باتت أكثر مرونة مستفيدة من الفراغ الأمني لتوسيع نفوذها، لافتة إلى أن هذا التصعيد يُنذر بتفاقم الأزمات الإنسانية والأمنية في كامل منطقة الساحل.

وتابعت: "كذلك أسهم غياب التنسيق بين الجيوش الوطنية في إضعاف جهود التصدي لهذه الجماعات".

وأكدت عبدالله أن منظمات دولية تخشى من امتداد هذه الفوضى إلى مناطق أبعد مثل شمال إفريقيا، وفي ظل هذا الوضع، تبقى الحاجة ملحة إلى حلول إقليمية مشتركة وفعّالة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC