ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
يثير إعلان الحركات الأزوادية في مالي عن حل نفسها والاندماج في كيان موحد تحت مسمى "جبهة تحرير أزواد"، تساؤلات حول خيارات الجيش المالي للتعامل مع هذا التطور، خصوصًا بعد الخسائر الأخيرة التي تكبدها في شمال البلاد.
وجاء في بيان صادر عن الحركات الأزوادية عقب اجتماعها في منطقة تينزاوتين، الواقعة على الحدود بين مالي والجزائر، أن الجبهة تهدف إلى "تمثيل شعب شمال مالي والدفاع عن حقوقه ومصالحه".
كما اعتبرت نفسها "الممثل الشرعي الوحيد" لسكان الشمال، في تحدٍّ واضح لمساعي الجيش المالي بقيادة آسيمي غويتا وحلفائه الروس لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة المضطربة.
تحديات متصاعدة
تشهد منطقة شمال مالي تصعيدًا أمنيًّا كبيرًا، وسط تعثر تطبيق اتفاق الجزائر للسلام الموقّع عام 2015، والذي كان يهدف إلى إنهاء النزاع بين الحكومة المركزية وحركات الأزواد.
وعلى الرغم من المكاسب الميدانية التي حققتها الحركات الأزوادية مؤخرًا، بما في ذلك السيطرة على بعض المدن الرئيسية، فإن الخيارات أمام الجيش المالي تبدو محدودة.
اهتزاز التحالف مع فاغنر
ويرى الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، أن الجيش المالي أمام "خيارات ضئيلة" بالنظر إلى تعقيد المشهد.
وقال ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "أهم التحديات التي تواجه الجيش هي اهتزاز تحالفه مع مجموعة فاغنر الروسية، التي تعاني من متاعب حقيقية في مالي، على الجيش الآن إعادة ترتيب صفوفه وربما اختبار مدى جدية الحركات الأزوادية للدخول في حوار جديد؛ لأن الحسم العسكري يبدو مستبعدًا لكلا الطرفين".
وأضاف: "الجيش المالي ليس في وضع يسمح له بخوض معركة طويلة الأمد من الاستنزاف، خاصة مع الضربات الأخيرة التي استهدفت حلفاءه من فاغنر. لذلك؛ قد يكون البحث عن بدائل للحل العسكري الخيار الأكثر واقعية".
وأشار ديالو إلى أن التجارب السابقة أثبتت إمكانية التفاوض مع الحركات الأزوادية، مستشهدًا باتفاق الجزائر للسلام عام 2015، الذي كان ثمرة مفاوضات ناجحة بين الجانبين.
وضع معقد وتدخلات خارجية
من جانبه، أكد المحلل السياسي النيجري المتخصص في شؤون الساحل الأفريقي، محمد الحاج عثمان، أن الوضع في مالي يزداد تعقيدًا.
وأوضح في تصريح خاص، لـ"إرم نيوز"، بأن "الجماعات المتمردة أصبحت أكثر جرأة، وهي مدعومة من جهات أجنبية تسعى لزعزعة استقرار مالي. هذه ليست مجرد اتهامات، بل أدلة وتصريحات لمسؤولين دوليين تؤكد ذلك".
وأضاف الحاج عثمان أن الجيش المالي لا يزال يتمتع بثقة الشعب؛ مما يعزز عزيمته على مواجهة التمرد. ومع ذلك، أشار إلى أن التحديات الإقليمية تزيد من صعوبة المهمة، خاصة مع وجود دول مجاورة لا ترغب في انتصار الجيش المالي.
واختتم بالقول: "رغم التمهل الذي يظهره الجيش حرصًا على سلامة السكان، يبدو أنه يتجه نحو عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على الشمال، خصوصًا في ظل الضغوط الداخلية المتزايدة".
ومع تفاقم الأزمة في شمال مالي، يجد الجيش المالي نفسه أمام خيارات صعبة بين التصعيد العسكري ومحاولة استئناف الحوار مع الحركات الأزوادية. وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية، يبقى مسار الأحداث مرهونًا بقدرة الطرفين على الوصول إلى حل سياسي يحقق الاستقرار في البلاد.