شهدت جمهورية مالي تطورات، على خلفية إعلان مجموعات الأزواد الرئيسية التكتل تحت راية كيان سياسي عسكري موحد.
واستهدف الجيش المالي مقر هذا الكيان الحديث، في تصعيد للصراع الذي هز المنطقة لسنوات.
وبعد ساعات من إعلان قيادات أبرز الحركات المتمردة في مالي عن تأسيس "جبهة تحرير أزواد"، تداولت حسابات مالية على منصة "إكس" مساء الأحد، مقتل أعضاء بالتحالف الجديد في قصف جوي لطائرة دون طيار تابعة للمجلس العسكري في باماكو.
وحسب مصادر خاصة لـ"إرم نيوز"، فإن الأمر يتعلق بفهد أغ المحمود أحد مؤسسي وأمين عام حركة الدفاع الذاتي "غاتيا"، وهي إحدى الحركات التي وقّعت على اتفاق السلام في الجزائر عام 2015.
وكان المحمود، من أبرز المحتجين على انتهاك باماكو اتفاق السلام الشامل في عام 2023.
ويتوقع مراقبون تأجيج الحادثة العنف بين باماكو ومسؤولي "الإطار الاستراتيجي"، الذي أسس تحالف لجماعات الأزواد.
وبرر الأزواد قرارهم بالرغبة في تعزيز قدرتهم على الدفاع عن مصالحهم وتعزيز مشروع تقرير المصير والاندماج بشكل كامل في حركة موحدة تتولى تمثيل شعب شمال مالي والدفاع عن مصالحه.
ويتعلق الأمر بالحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومجموعة إمغاد وحلفائه للدفاع عن النفس، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية لأزواد.
وتساءل الباحث في الشؤون الأفريقية رأيف بينتو، حول انعكاسات إنشاء هذا التكتل على عملية السلام.
وقال بينتو لـ"إرم نيوز"، إن "الكيان الجديد يهدد بزيادة تعقيد المفاوضات وإعادة إطلاق الأعمال العدائية في المنطقة"، وهو ما ظهر في أول رسالة من باماكو باستهداف مقر اجتماعهم.
وأشار إلى "الذراع السياسية والعسكرية للتكتل، ما يعكس وضعه أهدافاً طويلة المدى لمجموعات الطوارق عبر التمسك بمواصلة الكفاح المسلح بيد والانفتاح على الحوار من جهة أخرى، إذ سيكون لتوحيد الحركات المسلحة عواقب لافتة على استقرار المنطقة وعلى مستقبل مالي خلال الأشهر المقبلة".
وأُعلن عن ميلاد هذه الحركة، خلال مؤتمر عقد بين 26 و30 نوفمبر/تشرين الثاني في منطقة تين زواتين، قرب الحدود الجزائرية المالية.
وهذه الجبهة باتت "الممثل الشرعي الوحيد لشعب أزواد، وهي تخوض كفاحها من أجل تقرير المصير"، بحسب البيان الختامي للمؤتمر.
وقال المتحدث باسم المؤتمر الموحد بلال آغ شريف، في بيان، إنّ "قادة حركات الأزواد المشاركة في المؤتمر درسوا الوضع الاجتماعي والسياسي والأمني في منطقة الساحل بشكل عام وفي أزواد بشكل خاص، وقرروا هذه الخطوة بمباركة الزعامات الدينية والقبلية في منطقة أزواد".
وأكد أن عوامل عدة فرضت هذا الاتفاق، منها "سياق الساحل الصحراوي الذي يتسم بتزايد انعدام الأمن وعدم الاستقرار، وعدم التزام حكومة بماكو بالالتزامات الواردة في الاتفاقيات المختلفة التي وقعتها الأنظمة المركزية المتعاقبة منذ ضم أزواد إلى مالي، واستخدام المرتزقة من جماعة فاغنر من قبل الجيش المالي".
وفي إبريل/نيسان الماضي، كبدت حركات الأزواد مرتزقة فاغنر هزيمة كبيرة في تين زواتين، عندما حاول الجيش المالي، السيطرة على مناطق المركز لقوات حركات الأزواد قرب الحدود الجزائرية.