حذر قادة دول الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو من مشروع روسي صامت يهدف لإقامة "منطقة عازلة" تمتد من القطب الشمالي إلى البحر المتوسط؛ ما حوّل الحدود الشرقية لأوروبا إلى محور قلق متزايد.
وبحسب "تي في بي وورلد"، فإن "قمة دول الجناح الشرقي" التي استضافتها هلسنكي (الثلاثاء)، جمعت بولندا وفنلندا والسويد ودول البلطيق وبلغاريا ورومانيا، أكدت أن روسيا لا تسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا فحسب، بل لتثبيت نفوذ دائم على مساحة واسعة من القارة.
وكشفت مصادر أن البيان المشترك الصادر عن القمة وصف روسيا بأنها "أخطر تهديد مباشر وطويل الأمد" للأمن الأوروبي، محذرًا من أن افتقار الكتلة لاستراتيجية موحدة على الجناح الشرقي قد يعرض أوروبا لتقسيمات قسرية تحت ستار الاستقرار المؤقت، وشدد القادة على أن حماية الحدود الشرقية ليست مسؤولية وطنية لدول بعينها، بل مسؤولية جماعية للقارة بأكملها.
وفي هذا السياق، تم الإعلان عن تأسيس تحالف عملي جديد بقيادة بولندا وفنلندا، يهدف إلى تعزيز التنسيق الدفاعي من شمال القارة إلى جنوبها، وتشمل الإجراءات تكثيف المشاريع الدفاعية القائمة، مثل "الدرع الشرقي" البولندي، و"خط دفاع البلطيق"، إضافة إلى مبادرة "مراقبة الجناح الشرقي" التابعة للاتحاد الأوروبي باعتبارها عنصراً أساسياً لاستكمال أحكام الناتو، وهو مشروع دفاعي أوروبي شامل طرحته المفوضية الأوروبية كجزء من خارطة طريق الاستعداد الدفاعي لعام 2030؛ ما يعكس تصميم القادة على بناء عمق دفاعي شامل ومترابط.
ويعتقد محللون أن الرسالة الأكثر أهمية التي خرجت بها القمة، هي أن الناتو لا يزال العمود الفقري للأمن، لكن التعاون التكميلي مع الاتحاد الأوروبي أصبح "أمرًا استراتيجيًا لا خيارًا"، في محاولة لضمان ردع متكامل ضد أي محاولة روسية لإعادة رسم خرائط النفوذ بالقوة أو الضغط السياسي.
وأشار مراقبون إلى أن تحركات "دول الجناح الشرقي" تعكس إدراكًا متزايدًا بأن روسيا تسعى لإعادة صياغة الأمن الأوروبي من خلال "منطقة عازلة صامتة"؛ ما يجعل تعزيز الردع من الشمال إلى الجنوب مسألة وجودية لا تقبل التسويات الرمادية أو التساهل السياسي.