logo
العالم

واشنطن تشل "الأسطول الخفي".. انقطاع نفط فنزويلا عن الصين وكوبا

زورق تابع للبحرية الفنزويلية يرافق ناقلة للنفطالمصدر: (أ ف ب)

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تهديد الولايات المتحدة بمصادرة ناقلات نفط فنزويلية، مجددًا، أدى إلى تعطيل حركة النقل النشطة، عادةً، لسفن "الأسطول الخفي" التي تنقل نفط فنزويلا إلى الصين وكوبا.

وتشير بيانات تتبع السفن إلى أن العديد من ناقلات النفط راسية في الموانئ الفنزويلية، بينما تتجه ناقلات أخرى بعيدًا عن المنطقة.

وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أمراً بفرض حصار كامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل وتخرج من فنزويلا، مما زاد من حملة الضغط التي تشنها إدارته ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وبحسب متتبع السفن سمير مدني في موقع "TankerTrackers.com"، فإن سبع ناقلات نفط أخرى في ميناء خوسيه الفنزويلي وميناء أمواي متوقفة عن العمل منذ نحو أسبوع عقب عملية الاحتجاز. 

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن ناقلات النفط العملاقة الأخرى تتجنب فنزويلا. وتشير البيانات إلى أن خمس سفن كانت متجهة إلى فنزويلا عادت أدراجها إلى موانئ أخرى خلال الأيام الأربعة أو الخمسة الماضية. وكانت إحدى هذه السفن تحمل "النفتا" الروسية، وهي مادة مخففة تستخدمها فنزويلا لخلطها بالنفط الثقيل، أما السفن الأخرى فكانت فارغة. 

وذكر محللون أن التدفقات النقدية لحكومة مادورو قد تضررت بالفعل بسبب اضطرارها لتقديم خصومات على نفطها الخام. وتشير بيانات موقع "TankerTrackers.com" إلى أن فنزويلا صدّرت ما يقرب من 800 ألف برميل يومياً بين 1 سبتمبر و15 ديسمبر، حيث ذهبت حوالي 81% منها إلى الصين، و17% إلى الولايات المتحدة، ونحو 2% إلى كوبا.

أما بالنسبة لشركة شيفرون، فالوضع يسير كالمعتاد ولا تزال الشركة ترسل ناقلات النفط إلى ساحل خليج المكسيك الأمريكي، ولم تتأثر عملياتها حتى الآن بتصاعد التوتر بين ترامب ومادورو.

وقال متحدث باسم شركة شيفرون، إن عملياتها في فنزويلا مستمرة دون انقطاع ووفقًا للقانون.

ووصف وجود الشركة في فنزويلا بأنه عامل استقرار للاقتصاد المحلي، وأحال الاستفسارات المتعلقة بالوضع الأمني إلى المسؤولين الأمريكيين. 

وفي السياق، قال  الباحث البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية كلاي سيجل للصحيفة: "لقد تمسكوا (شيفرون) بالسوق الفنزويلية في السراء والضراء، وتحملوا الكثير من الظروف المعاكسة والرياح العاتية".

وأضاف: "بطريقة ما تُقدم شيفرون إسهاماً يفوق حجمها في مستقبل فنزويلا". 

ولطالما واجهت شركة شيفرون انتقادات بسبب عملياتها في فنزويلا، لكنها أظهرت قدرة ملحوظة على البقاء في البلاد، حيث تتواجد منذ أكثر من مئة عام. ووفقًا لمنتقديها، فإن عملياتها تصب في مصلحة مادورو، الذي تتهمه الولايات المتحدة بقيادة عصابة لتهريب المخدرات، والذي يعتمد نظامه على عائدات النفط، بحسب ما ذكرت "وول ستريت جورنال".

وأضافت: "إذا توقف تدفق النفط الخاضع للعقوبات في فنزويلا لفترة طويلة، فإن مصدراً رئيسياً لإيرادات مادورو سيتوقف. لطالما مثلت مبيعات النفط الخام أكثر من 90% من دخل صادرات فنزويلا".

وقال مستشار الطاقة المقيم في هيوستن ونائب وزير النفط الفنزويلي السابق إيفانان روميرو، إن الحصار النفطي سيؤدي إلى نهاية نظام مادورو. 

وأضاف للصحيفة: "إذا قمت بالفعل بتقليص عائدات تجارة المخدرات ثم تخلصت من النفط، فإننا نتحدث عن الانهيار النهائي. أما إذا كنت تستولي على السفن، فإن هؤلاء الرجال لم يتبق لهم سوى أيام قليلة"، بحسب روميرو المستشار النفطي للزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC