logo
العالم

هل ينجو مصير إيكواس من تحديات الإرهاب والانقلابات؟

أعلام دول مجموعة إيكواسالمصدر: (أ ف ب)

أكملت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) 50 عامًا على تأسيسها، وهي تواصل سعيها لتحقيق التكامل الإقليمي وتعزيز الاستقرار في المنطقة، ورغم ما حققته من إنجازات على صعيد التعاون الاقتصادي والسياسي، لا تزال تواجه تحديات جسيمة تهدد أمن واستقرار دولها الأعضاء.

يبرز في مقدمة هذه التحديات تنامي خطر الإرهاب العابر للحدود، الذي يقوّض الأمن ويهدد التنمية، إلى جانب موجة الانقلابات العسكرية التي شهدتها عدة دول في السنوات الأخيرة، ما يعيد طرح تساؤلات حول فعالية المنظمة في معالجة الأزمات السياسية وضمان الانتقال الديمقراطي في المنطقة.

وأكد رئيس مفوضية المجموعة عمر توراي أن التكتل يواجه تحديات متزايدة تشمل الإرهاب، وتغير المناخ، والانقلابات العسكرية، وفقر المناطق، جاء ذلك خلال اجتماع زعماء الدول الأعضاء في نيجيريا، والذي أُقيم للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس المجموعة.

أخبار ذات علاقة

العاصمة المالية باماكو

"خطر الإرهاب" يعيد دفء العلاقات بين "إيكواس" وتحالف الساحل الأفريقي

 تحديات أمنية وسياسية

وقال الباحث والمحلل السياسي محمد حسين في حديثه لـ"إرم نيوز" إن المنطقة تواجه تحديات غير مسبوقة تؤثر بشكل كبير على استقرارها وتقدمها، مؤكدا في حديثه عن التحديات التي تواجه المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أن التهديدات الأمنية تتصدر قائمة الأولويات.

وفيما يتعلق بالتهديدات الأمنية، أوضح حسين أن تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية والاضطرابات المسلحة في بعض الدول الأعضاء يهدد السلام والاستقرار في المنطقة.

وأضاف أن الجماعات المسلحة أصبحت أكثر تنظيمًا وتأثيرًا، ما يجعل التصدي لها تحديًا كبيرًا أمام الدول، خاصة مع ضعف الموارد الأمنية والبنية التحتية لدى بعضها.

كما أشار محمد حسين، فيما يخص التحديات السياسية، إلى أن استمرار ظاهرة الانقلابات العسكرية أثّر بشكل كبير في مسيرة الديمقراطية والاستقرار السياسي، إضافة إلى تفشي الفقر وانتشار السلاح.

وفي السياق نفسه، أكد حسين أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تنسيقًا وتحركًا شاملًا من الجميع، مع التركيز على الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز جهود محاربة الفساد، لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية للمجموعة.

هل يمكن استعادة الثقة؟

وأشار الجنرال يعقوب جوون، مؤسس المنظمة والزعيم السابق، إلى أن الدول الثلاث قد تعود للمجموعة مع مرور الوقت، وأن الروابط التاريخية والثقافية تظل قوية.

وفي السياق ذاته، تعتبر الباحثة والمهتمة بالشأن الأفريقي سامية عبد الله أن دول الساحل لم تعد تشكل جزءًا فاعلًا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وأن مصالحها قد تغيرت بشكل جوهري.

وترى أن هناك تباينًا كبيرًا في الأولويات والأهداف بين دول الساحل والدول الأعضاء في المجموعة، مما أدى إلى ابتعادها عن المبادرات والتنسيق الجماعي، وأن دول الساحل تركز حاليًا على مشاريع استراتيجية خاصة بها تتعلق بتنمية الموارد المحلية ومكافحة الإرهاب.

تنشيط دور إيكواس

وبحسب عبد الله، فإن إعادة تحفيز دور إيكواس وتنشيطه يتطلب التركيز على تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التحديات الكبرى مثل الإرهاب والانقلابات، من خلال إنشاء آليات أمنية مشتركة وفعّالة.

وأضافت: ينبغي إشراك جميع الأعضاء بشكل فاعل في وضع الأجندة السياسية والاقتصادية، مع تعزيز الحوار وتبادل المعلومات لمواجهة التحديات بشكل موحّد.

كما يجب أن يكون هناك أيضًا تطور في آليات اتخاذ القرار بحيث تكون أكثر شفافية، بما يعكس احتياجات المرحلة الحالية ويشجع الدول على الالتزام بدورها في المجموعة.

أخبار ذات علاقة

أعلام دول (إيكواس)

التمويل والقطيعة مع دول الساحل يهددان إنشاء قوة "إيكواس" العسكرية

 وتابعت: يتطلب الأمر التزامًا أكبر من المجتمع الدولي لدعم جهود إيكواس، سواء عبر برامج تمويلية أو تدريبات أمنية، لضمان أن يكون لدى الدول القدرة على مواجهة التهديدات بشكل أكثر فاعلية، وتحقيق أهداف الاستقرار والتنمية المنشودة، ولكن دون التأثير على قراراتها مقابل المصالح الاقتصادية والأمنية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC