أثار قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وتحالف دول الساحل الأفريقي عقد اجتماع في العاصمة المالية، باماكو، لبحث خطر الإرهاب تساؤلات بشأن ما إذا كان ذلك سيمهد لتجاوز الطرفين خلافاتهما السابقة.
وانسحبت دول تحالف الساحل الأفريقي، وهي: مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، من إيكواس، التي اتهمتها السلطات الانتقالية في هذه الدول الثلاث بأنها "أداة" لخدمة المصالح الفرنسية؛ مما تسبب في تراشق بالاتهامات بين الطرفين.
وشهد اجتماع باماكو حضور وزراء خارجية دول تحالف الساحل ورئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، في أول جلسة مشاورات رسمية يعقدها الطرفان، منذ إعلان دول الساحل انسحابها من هذا التكتل الإقليمي في يناير/كانون الثاني من العام 2024.
وكشفت تقارير دولية أهمها المؤشر العالمي للإرهاب عن تحول منطقة الساحل الأفريقي إلى بؤرة للإرهاب في العالم، حيث قال: "في العام 2024، سجلت هذه المنطقة 51% من عدد القتلى في العالم بسبب الهجمات الإرهابية".
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو إن: "هذا الاجتماع يمهد لتنسيق حقيقي بين كونفدرالية الساحل، التي تم تشكيلها حديثاً بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وهو تنسيق كانت تفتقر إليه المنطقة، مؤخراً، وهو أمر استغلته الجماعات المسلحة".
وأضاف ديالو في حديث لـ"إرم نيوز": "لذلك هي خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة إذا ما أفضت لإطلاق عمليات مشتركة من شأنها أن تحد من نفوذ الجماعات المسلحة، خاصة الإرهابية منها، مثل نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة التي كثفت، مؤخراً، من هجماتها لإرباك الجيوش الوطنية في دولتي مالي، وبوركينا فاسو".
وشدد على أن ''المعضلة أن انعدام الاستقرار السياسي، وتراجع التنسيق الأمني والعسكري طيلة الفترة الماضية يشكلان فرصة سانحة للجماعات المسلحة لشن المزيد من الهجمات الدموية سواء تستهدف الجيوش وعناصر الأمن أو المدنيين".
وقال بيان مشترك صدر عن (إيكواس) وكونفدرالية الساحل إن "الهدف من اللقاء الذي تم في باماكو كان التنسيق من أجل مواجهة خطر الإرهاب، والتفاوض لوضع إطار تفاوضي جديد يُنظم العلاقة المستقبلية بين الطرفين، مع تأكيد الالتزام المتبادل بالحفاظ على مكاسب التكامل الإقليمي، لاسيما حرية تنقل الأشخاص والبضائع".
واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، أن "هذا التنسيق يكشف بداية عودة الدفء للعلاقات بين إيكواس وكونفدرالية الساحل الأفريقي، وهو أمر من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الوضع الميداني بغرب أفريقيا".
وبين إدريس لـ "إرم نيوز" أن "معظم دول المنطقة اكتوت، خلال الأسابيع الماضية، بنار الهجمات المسلحة سواء بنين أو مالي أو بوركينا فاسو وهو الأمر الذي يبدو أنه عجل بعودة التنسيق بين إيكواس، وكونفدرالية الساحل".