logo
العالم

عبر قطع الوقود والبضائع.. حصار "القاعدة" يهدد بإسقاط باماكو

عناصر من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المصدر: bbc

يثير تشديد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" قبضتها على محيط العاصمة المالية باماكو، عبر فرض حصار على البضائع وإمدادات الوقود، تساؤلات حول ما إذا كان ذلك سيسرّع بسقوط العاصمة بيد الجماعة المرتبطة بتنظيم "القاعدة".

وأفاد مصدر أمني مالي بارز لـ "إرم نيوز"، بأنه "منذ أيام لم تصل شحنات الوقود ولا البضائع إلى العاصمة، وهناك خشية حقيقية من سقوطها، خاصة مع استمرار تعبئة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لقواتها التي تتدفق من عدة مدن أخرى".

وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع: "السلطات ستسعى لردة فعل قوية وهي تستعد لشن هجوم مضاد، لكن فرص نجاحه يكتنفها الغموض، خاصة أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أصبحت تمتلك معدات عسكرية متطورة".

أخبار ذات علاقة

قوات عسكرية تتهيأ للمواجهة مع مسلحين في الساحل الأفريقي

هل بدأت الجماعات المسلحة "استنزاف" اقتصاد دول الساحل الأفريقي؟

سقوط محتمل

وشدد المصدر على أن "مالي ملتزمة باقتلاع جذور الإرهاب، لكنها تواجه ذلك بنفسها، ولا يوجد دعم دولي كافٍ لتنفيذ هذه المهمة، حيث تكتفي معظم الدول بمتابعة ما يحدث، باستثناء روسيا التي تقدم لنا دعماً أمنياً مهماً" وفق تعبيره.

ولم يكشف المصدر عن حجم القوات الروسية التي تساعد مالي حالياً في التصدي لزحف عناصر الجماعة التي اكتسبت هجماتها زخماً كبيراً في المرحلة الماضية.

وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، بأن "كل التعبئة التي تقوم بها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هدفها واضح وهو إطاحة نظام العقيد آسيمي غويتا، والسيطرة على العاصمة باماكو، ويبدو أنها باتت قريبة نوعاً ما من ذلك، خاصة أنها تطوق العاصمة بالفعل".

وأضاف ديالو، في تصريح لـ "إرم نيوز": "يظل سقوط باماكو سيناريو محتملاً، لكن الجيش المالي سيدفع بكل ثقله لمنع ذلك، وبالتالي أعتقد أن الأزمة ستستمر حول باماكو وربما ستمتد لأشهر قادمة".

وشدد على أن "هناك معطى لا يمكن التغافل عنه، وهو أن روسيا قد تدفع بدعم غير مسبوق وقد يكون عسكرياً مباشراً لمنع سقوط حليفها الرئيسي في منطقة الساحل الأفريقي، لأنه معلوم أن غويتا أول من استعان بالروس، وبالتالي لن تسمح موسكو بسقوطه".

وضع صعب

من جانبه، قال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا إن "الوضع في مالي الآن صعب على كافة المستويات؛ عسكرياً وأمنياً، اقتصادياً وإنسانياً، حيث يدفع سكان العاصمة باماكو ثمن تصعيد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مع السلطات".

وأوضح كايتا في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "سقوط العاصمة أمر مستبعد لعدة اعتبارات، أهمها الهجوم المضاد الذي يتردد الحديث عنه، وهو هجوم قد يشمل استخدام طائرات مقاتلة من أجل فك الحصار تدريجياً عن باماكو".

أخبار ذات علاقة

وزراء العدل لدول التحالف الإفريقي (مالي والنيجر وبوركينا فاسو)

تصعيد "غير مسبوق".. تحالف الساحل الإفريقي يلاحق فرنسا وأوكرانيا بالقضاء الدولي

وحذّر كايتا من أن: "إرهابيي نصرة الإسلام والمسلمين ليسوا مثل الطوارق أو غيرهم، فهم يستخدمون أساليب مستحدثة سواء على مستوى التحرك أو تعبئة مواردهم المالية وغير ذلك. ومع ذلك، ورغم كل الخلافات مع غويتا، فإن سقوط باماكو قد يعني انهيار الدولة المالية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC