logo
العالم

هل بدأت الجماعات المسلحة "استنزاف" اقتصاد دول الساحل الأفريقي؟

قوات عسكرية تتهيأ للمواجهة مع مسلحين في الساحل الأفريقيالمصدر: (أ ف ب)

هاجم عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي قافلة كانت تضم نحو 100 شاحنة وقود؛ ما أدى إلى حرق 40 منها، في خطوة تثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت الجماعات المسلحة بدأت استنزاف اقتصاد دول الساحل من أجل تحقيق أهدافها.

وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، وكانت قد أعلنت أخيرا فرض حصار على واردات الوقود في مالي، في تطور أثار مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد التي تشهد أعمال عنف دموية منذ سنوات.

إضعاف للحكومات

يذكر أن الجيش في مالي والقوات المتحالفة معه يعتمدان على الوقود من أجل تشغيل المركبات العسكرية، والطائرات والمعدات العسكرية الأخرى، وتشهد البلاد أزمة على مستوى الوقود والكهرباء.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، على هذا المستجد بالقول: "الواضح أن هدف الجماعات المسلحة سواء في مالي أو النيجر أو بوركينا فاسو أولا شلّ قدرات الجيش والأمن على التحرك والقيام بدوريات أو شن ضربات ضدها، من خلال تعطيل الوقود الذي يتم تزويد المركبات العسكرية به".

وأضاف ديالو، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "الجماعات المسلحة تسعى إلى الاستيلاء على شحنات الوقود والمواد الغذائية من أجل استنزاف موارد البلاد المالية والاقتصادية، وفي الوقت نفسه إظهار عجز الحكومة حتى عن تأمين عمليات نقل هذه المواد والشحنات وبالتالي طرح نفسها بديلا".

وشدد على أن "هذا التوجه من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي لديها نفوذ عابر للحدود في منطقة الساحل الإفريقي، يضع حكومات الدول أمام تحدٍ صعب، وأعتقد أن الأوضاع تسوء بشكل مستمر".

استنزاف حقيقي

الهجوم وقع في مدينة كايس غربي مالي، وأعلن المتحدث باسم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، في رسالة مصورة، تبني الجماعة للهجوم، كاشفا عن "فرار جنود الجيش الذين كانوا يؤمّنون القافلة".

لكن الجيش قال إن قواته "تعرضت لهجوم إرهابي، لافتا إلى أن "عناصر الجيش ردت على الهجوم بقوة" دون الكشف عن خسائر.

وقال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، إن "مثل هذا الهجوم يعكس استعداداً واضحاً من الجماعات المسلحة لخوض معركة استنزاف حقيقي مع جيوش المنطقة، وهذا الاستنزاف يشمل عدة مستويات على غرار أعمال الخطف والنهب وحتى حرق المساعدات وإمدادات الطاقة".

وتابع كايتا، في تصريح لـ "إرم نيوز"، قائلا: "هذه الجماعات رغم أنها نجحت باستمرار في تعبئة موارد مالية كبيرة من خلال خطف الأجانب وغير ذلك، فإنها تحاول ضرب مجالات حيوية الآن من خلال نهب المساعدات وهذه الإمدادات وهو أمر سيُضعف الحكومات المحلية التي تعاني وهنا وضعفا عسكريا وأمنيا".

أخبار ذات علاقة

جنود ماليون خلال ملاحقة مسلحي تنظيم القاعدة

كيف يمول متشددو الساحل الأفريقي أنشطتهم؟

وأكد أن "على دول المنطقة تكثيف التنسيق الأمني والعسكري واستباق أي هجمات عبر قصف أوكار هذه الجماعات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC