logo
العالم

الروس في مرمى الطوارق.. "فيلق أفريقيا" يُواجه خطر الاستنزاف

"فيلق إفريقيا" الروسي وحلفائه من الجيش الماليالمصدر: ذا موسكو تايمز

تشهد مالي فصلا جديدا من صراعها المستمر؛ فبينما تكافح القوات المالية بمساندة "فيلق أفريقيا" الروسي لاحتواء التمرد، تصاعدت هجمات جبهة تحرير أزواد (FLA)، وهي جماعة انفصالية من الطوارق تأسست في ديسمبر 2024؛ ما يضع القوات الروسية في مواجهة تهديدات مستمرة قد تؤدي إلى استنزاف قدراتها على المدى الطويل.

وكشف "جيمس تاون فاونديشن"، أن جبهة تحرير أزواد كثفت منذ يونيو الماضي، هجماتها على الجيش المالي وحلفاء روسيا، بما في ذلك معركة ضواحي مدينة أغلهوك في شمال شرق مالي، حيث تعرضت قافلة مشتركة من الجيش المالي و"فيلق أفريقيا" لمحاولة عرقلةٍ أثناء مهمة إنشاء ممر جوي جديد، وبينما أعلن الجيش المالي أن الوضع تحت السيطرة، أظهرت الصور أن الاشتباكات ألحقَت خسائر متبادلة؛ ما يوضح هشاشة التواجد الروسي في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

قوات من الجيش المالي

بعد تعرضه لهجمات عنيفة.. هل يستعيد الجيش المالي زمام المبادرة؟

وبحسب مصادر مطّلعة فإن حادثة تحطم طائرة روسية من طراز "سو-24" بالقرب من مدينة غاو بعد يومين من المعركة، جسدت المخاطر الحقيقية التي يواجهها المرتزقة الروس في مهمات مكافحة التمرد؛ إذ يضطرون للعمل في بيئة متعددة الجبهات بين الطوارق وجماعات متشددة بما فيها جبهة تحرير مالي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وداعش الصحراء الكبرى (IS–GS).

أخبار ذات علاقة

جنود من مالي

بعد اعتقال قيادات بارزة في داعش.. هل بدأ الجيش المالي يستعيد عافيته؟

ويرى الخبراء أن الهجمات المتتابعة بين جبهة تحرير أزواد والجماعات المتشددة تُظهر تعاونا تكتيكيا غير معلن في بعض الحالات، رغم اختلاف الأيديولوجيات؛ فالطوارق يسعون للاستقلالية والانفصال العرقي، بينما تهدف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لإقامة حكم الشريعة في الساحل، ومع ذلك، يشترك الطرفان في عدويهما الرئيسَين: الجيش المالي و"فيلق أفريقيا".

وكشف مراقبون أن هذا التوازن الجديد يجعل من الصراع في شمال مالي أكثر تعقيدا؛ إذ لم يعد مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل سباق على الشرعية والاعتراف الإقليمي والدولي، وأظهرت جبهة تحرير أزواد، من خلال استخدامها للطائرات المسيّرة والهجمات المنسقة، أنها قادرة على تحدي القوات الروسية بشكل مستمر؛ ما يعزز مكانتها كطرف محلي يمكن أن يحظى بدعم خارجي في المستقبل، سواء لمواجهة الجماعات الإرهابية أو كوسيط محتمل في الأزمة.

 

 

في هذا السياق، يصبح "فيلق أفريقيا" الروسي أمام تحدٍ مزدوج: الحفاظ على التوازن العسكري مع الجيش المالي، مع مواجهة عمليات تمرد طارقية متنامية قد تستنزف قواته وموارده على المدى الطويل؛ إذ يكشف تصاعد الهجمات أن السيطرة على شمال مالي لم تعد مسألة قوة نارية فحسب، بل تعتمد على القدرة على التعامل مع ديناميكيات محلية معقدة، تشمل العرق والسياسة والاعتراف الدولي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC