أثار إعلان الجيش المالي عن تصفية 14 شخصًا واعتقال 31 يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية بمدينة تمبكتو الواقعة في شمالي البلاد تساؤلات حول ما إذا كان الجيش قادرًا على استعادة زمام الأمور ميدانيًا.
جاءت تلك التساؤلات إثر هجمات عنيفة شنّتها الجماعات المسلحة، على غرار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال بيان للجيش المالي إن "القوات المسلحة المالية أحبطت محاولة تسلّل نفّذها مقاتلون إرهابيون باتجاه معسكر الشيخ سيدي بكاي ومطار مدينة تمبكتو، ما أفشل الهجوم الذي كان المسلحون يعتزمون القيام به".
وكشف الجيش أن الهجمات التي شنّها في تمبكتو مكّنته من استعادة ترسانة كبيرة من الأسلحة وعدد من المركبات ومعدات متنوعة "تعود إلى إرهابيين"، وفقًا للبيان الذي أصدره، لكنه لم يعلن ما إذا كان سيواصل هجومه.
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول: "من الواضح أن الجيش المالي شنّ هجمات استباقية حاول من خلالها مصادرة أسلحة كان يمكن أن تُستخدم في هجمات عنيفة في مدن مثل تمبكتو، ويبدو أن هذه الهجمات كانت ناجحة بالفعل، وهي من المرّات النادرة التي يستبق فيها الجيش تحرك جماعة مسلحة ما".
وأوضح ديالو لـ"إرم نيوز" أن "الجماعات المسلحة زادت قوتها في الفترة الأخيرة، وباتت تستعرض بشكل كبير في هجماتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وأيضًا الانفصاليين الطوارق، وكلاهما يؤرّق الجيش وقوى الأمن في مالي".
وشدّد: "المجلس العسكري بقيادة آسيمي غويتا يمكن أن يسوّق لانتصار في جولة من جولات المعركة ضد الجماعات المسلحة من خلال هذا التحرك، لكن عليه التفكير في المزيد من أجل إضعاف الجماعات المسلحة وجعل الجيش يستعيد الثقة بنفسه".
وتأتي هذه المواجهات بعد يومين من هجوم مسلّح على قاعدة عسكرية تابعة للجيش المالي في وسط البلاد، أودى بحياة ما لا يقل عن 30 شخصًا من القوّات الحكومية.
من جانبه، قال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، إن "هذا التحرّك للجيش المالي متأخر، ناهيك عن وجود تضارب في المعلومات حول نتائجه، حيث كشفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين عن قتلها لجنود وغنمها لبعض الأسلحة، وبالتالي يبدو الوضع الميداني غامضًا بشكل كبير في تمبكتو".
وأضاف كايتا لـ"إرم نيوز" أن "الجيش المالي أمام تحدٍّ كبير اليوم، لأن الجماعات المسلحة بات نشاطها عابرًا للحدود، وفي ظل وهن القوات المسلحة المالية، شأنها في ذلك شأن القوات المسلحة في بوركينا والنيجر، فإن استهدافها بات أمرًا سهلًا ومألوفًا بالنسبة إلى الجماعات المسلحة، التي اكتسبت هجماتها أخيرًا زخمًا كبيرًا".