logo
العالم

بالسلاح والسياسة.. "نصرة الإسلام والمسلمين" تُربك حكومات الساحل الإفريقي

بالسلاح والسياسة.. "نصرة الإسلام والمسلمين" تُربك حكومات الساحل الإفريقي
عناصر من جيش بوركينا فاسو في الساحل الأفريقيالمصدر: (أ ف ب)
08 يوليو 2025، 1:18 م

تواصل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، الذراع الأبرز لتنظيم "القاعدة" في منطقة الساحل الإفريقي، سعيها لتعزيز نفوذها من خلال ممارسة ضغوط سياسية وعسكرية مزدوجة على دول المنطقة، لا سيما مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مستغلةً هشاشة الأنظمة الأمنية والسياسية فيها.

وبعد سنوات من شن هجمات دامية استهدفت القوات الحكومية والبنى الأمنية في هذه الدول، بدأت الجماعة مؤخراً بالتحرك نحو ترسيخ موطئ قدم سياسي، وهو ما برز مع دعوتها الحكومة الانتقالية في مالي، التي أفرزها انقلاب عسكري، إلى تشكيل حكومة جديدة، في محاولة واضحة لفرض نفسها كفاعل سياسي إلى جانب حضورها المسلح.

فوضى وانقلابات

وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد حالة عدم الاستقرار في المنطقة، نتيجة سلسلة انقلابات أطاحت بحكومات مدنية وأدت إلى خروج القوات الغربية، مقابل تقارب متزايد مع روسيا، ما خلق فراغاً أمنياً استغلته الجماعات المسلحة في توسيع رقعة نشاطها.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي المختص بالشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إن الجماعة تعتمد اليوم تكتيكات واستراتيجيات جديدة تهدف إلى "فرض معادلة معقدة" على الأنظمة الحاكمة في دول الساحل. 

وتكمن هذه المعادلة، بحسب كايتا، في "الضغط الميداني عبر هجمات منسقة ودامية، وفي الوقت نفسه، السعي لتحقيق مكاسب سياسية عبر اقتراح صيغ للمشاركة أو التأثير في تشكيل الحكومات".

وأضاف أن الجماعة نجحت، إلى حد بعيد، في استغلال ضعف الجيوش الوطنية، وباتت تنفذ عمليات منظمة تستهدف قواعد عسكرية حساسة، خصوصًا في مالي، ما يهدد باندلاع فوضى غير مسبوقة.

وتابع أنّ "الجيش المالي وقوات الأمن عاجزون عن التصدي للهجمات، التي باتت تقترب من العاصمة باماكو ومناطق استراتيجية أخرى، ما يضع سلطة الجنرال آسيمي غويتا أمام اختبار حقيقي".

تهديد مباشر للأنظمة

وأوضح كايتا أن نفوذ الجماعة المتزايد، خصوصًا حول العاصمة باماكو، يهدد ليس فقط الأمن المحلي، بل أيضًا استقرار الأنظمة السياسية ذاتها، لا سيما في ظل غياب استراتيجية فعالة لاحتواء الجماعات المسلحة.

وفي هذا السياق، أشار الخبير العسكري المتخصص في الشأن الإفريقي، عمرو ديالو، إلى أن الجماعة بقيادة إياد آغ غالي تسعى لتصوير نفسها كبديل سياسي قابل للحكم، في محاكاة لنماذج مثل حركة "طالبان" في أفغانستان و"هيئة تحرير الشام" في سوريا.

وقال ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز": "الجماعة تحاول الترويج لتحول جذري في طبيعة أدائها ورسالتها، ولكن في الواقع، فإن الهجمات المستمرة التي تنفذها ضد المدنيين والقوات النظامية، تعيق أي إمكانية للتعامل معها كمكون سياسي، سواء من قبل المجتمع الدولي أو الفاعلين المحليين".

وكان إياد آغ غالي قد توعّد في وقت سابق المجالس العسكرية الحاكمة في دول الساحل بهزيمة ساحقة، على غرار ما وصفه بفشل روسيا في تحقيق نتائج ملموسة رغم نشرها لمرتزقة وقوات دعم.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC