مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
كشف تقرير حديث أن ضابط الاستخبارات العسكرية الكندي ماثيو روبار، يواجه اتهامات خطيرة تتعلق بنقل معلومات عملياتية شديدة الحساسية إلى جهة أجنبية، يُعتقد أنها أوكرانيا؛ ما فتح تساؤلات حساسة: كيف للدول أن تحمي أسرارها العسكرية من حلفاء خارجيين، حتى لا يتحول الدعم المشروع إلى ثغرة أمنية خطيرة.
وبحسب "غلوبال آند ميل"، فإن روبار، لم يتحصَّل على موافقة من رؤسائه أو تفويض رسمي من القيادة العسكرية، لنقل مثل هذه المعلومات، ورغم أن السلطات لم تُعلن رسميًّا اسم الدولة المتلقية للمعلومات، فإن وقائع القضية تشير إلى تعقيد بالغ في العلاقة بين العمل الاستخباري والتحالفات السياسية والعسكرية.
من جانبها أوضحت النيابة العسكرية أن المتهم لم يكن مدفوعًا بمكاسب مالية أو نية إلحاق الضرر بكندا، لكنها في المقابل شددت على أن الأفعال المنسوبة إليه تشكل خرقًا واضحًا لقواعد حماية المعلومات "عالية السرية"، خاصة أن روبار كان على دراية كاملة بحساسية ما بحوزته بحكم خبرته الطويلة في مجال مكافحة التجسس.
ويرى الخبراء أن خطورة القضية تكمن في أن روبار، بحسب ما عُرض أمام المحكمة، واصل السعي لتنفيذ مشروع استخباري "غير تقليدي" رغم الرفض المتكرر من قيادته، وتواصل مع جهاز استخبارات أجنبي، والتقى بممثليه خارج البلاد من دون إذن، وشارك معلومات لا يُسمح بتداولها إلَّا ضمن قنوات رسمية ضيقة للغاية؛ ما يضع ملفه في إطار تهديد أمني، لا مجرد تجاوز إداري.
كما كشفت جلسات المحكمة عن قلق داخل وحدة مكافحة التجسس في القوات المسلحة الكندية من طبيعة علاقة روبار بالجهة الأجنبية؛ ما دفعهم لإبلاغ قيادتهم، قبل أن تتطور القضية إلى تحقيق مشترك بين الشرطة العسكرية والشرطة الملكية الكندية، كما أن عمليات التفتيش اللاحقة لمنزله ومكتبه أسفرت عن العثور على مواد "شديدة السرية"، إضافة إلى رسائل مشفرة أظهرت مشاركة معلومات محمية تتعلق بتقييمات استخبارية وتحركات عسكرية.
ويعتقد مراقبون أن القضية لم تتوقف عند حدود فرد واحد، بل أثارت تساؤلات أوسع حول قدرة كندا على حماية أسرارها العسكرية، وكذلك أسرار حلفائها، في إطار شبكات التعاون الاستخباري مثل تحالف "العيون الخمس"؛ فعندما يتم نقل المعلومات الحساسة خارج القنوات الرسمية، حتى بحسن نية، تصبح منظومة الأمن بأكملها عرضة للاهتزاز.
وبينما كشفت قضية روبار هشاشة التوازن بين التعاون مع الحلفاء وحماية الأمن القومي، فإنها توضح كيف يمكن للتحالف في زمن الحرب أن يتحول، إذا خرج عن الضوابط الصارمة، إلى خطر مباشر على أسرار الدولة نفسها.