حلّقت طائرة مراقبة تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" على ارتفاع 10 آلاف متر فوق شرق بولندا، في إطار مهمة لتعقب أي تحركات روسية، وذلك بعد أيام من اختراق مقاتلتين روسيتين الأجواء الإستونية لمدة 12 دقيقة.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، قال المقدّم الألماني مايك بيليزير: "إذا كان هناك أي تهديد جوي للناتو، نريد التأكد من اكتشافه في أسرع وقت. مهمتنا توفير إنذار مبكر يمنح القادة الوقت الكافي لاتخاذ القرار المناسب".
الحادثة الأخيرة التي وصفت بأنها "الأخطر" منذ أشهر، أعادت التذكير بمخاوف توسع الحرب في أوكرانيا إلى حدود الحلف، خاصة بعد أن أسقطت طائرات الناتو مسيّرات روسية فوق بولندا مؤخرًا.
وفي إطار الرد، أطلق الحلف عملية "الحارس الشرقي" (Eastern Sentry)، حيث أُرسلت طائرات مقاتلة من فرنسا وألمانيا إلى بولندا لتعزيز الدفاعات الجوية.
وتعد طائرات أواكس (AWACS) – التي يطلق عليها "عيون الناتو في السماء" – عنصرًا محوريًا في هذه المهمة، إذ يغطي رادارها الضخم مدى يصل إلى 500 كيلومتر، ما يمنح القدرة على رصد التحركات داخل بيلاروس وكالينينغراد الروسية، بل وحتى أجسام صغيرة بحجم طائر كبير.
لكن التحدي الأكبر يبقى في مواجهة الطائرات المسيّرة منخفضة الكلفة، التي يصعب رصدها بالأنظمة المصممة لملاحقة الطائرات الحربية.
وقال الرقيب الأمريكي آرون بيس: "المسيّرات تحلّق بطريقة مختلفة، وهي أصغر وأبطأ، لكنها باتت ضمن نطاق رصدنا".
وبينما يستخدم الحلف صواريخ باهظة الثمن من طائرات إف-35 لإسقاط المسيّرات، يعكف قادته على تطوير "أساليب جديدة وأكثر فاعلية من حيث التكلفة" للتعامل مع هذا التهديد المستجد.