logo
العالم

"مناورات غرينلاند".. هل اصطدم النفوذ الأمريكي بجدار برلين والناتو؟

أكبر مناورات في القطب الشماليالمصدر: التايم

مناورات غرينلاند الأخيرة، التي وصفت بأنها الأكبر في  تاريخ الجزيرة الحديث، لم تكُن مجرد اختبار ميداني لقدرات عسكرية، بل حملت رسالة سياسية واضحة، أن النفوذ الأمريكي في القطب الشمالي لم يعد مطلقًا، ومحاولات الرئيس دونالد ترامب لوضع يده على الجزيرة تصطدم  برفض دنماركي وأوروبي صلب.

وكشفت "التايم" البريطانية أن الدنمارك، التي قادت التمرين بمشاركة أكثر من 550 عسكريًا من فرنسا وألمانيا والنرويج والسويد، استثنت الجيش الأمريكي من المشاركة المباشرة، رغم السماح لوفد من المراقبين الأمريكيين بالحضور ودعوة وزير الدفاع بيت هيغسِث شخصيًا، في خطوة وُصِفَت بأنها إشارة إلى أن واشنطن لم تعُد اللاعب الوحيد في المشهد القطبي.

أخبار ذات علاقة

فرقاطة عسكرية في غرينلاند

بغياب واشنطن.. وزراء دفاع شمال أوروبا يحضرون عرضا عسكريا في غرينلاند

القطب الشمالي.. ساحة موارد وصراع

من جانبه، أوضح قائد المنطقة القطبية في الجيش الدنماركي، سورن أندرسن، أن بلاده تحتفظ بعلاقة جيدة مع القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة "بيتوفيك" شمال غربي غرينلاند، لكنه شدد على أن التدريب الحالي هدفه رفع جاهزية القوات الدنماركية والغرينلاندية، وفي الوقت نفسه، زارت مقاتلات "إف-12" الدنماركية القاعدة، فقد اكتفى الطيارون بلقاء ودي مع نائب قائد القاعدة الأمريكي.

ويرى الخبراء أن التوقيت لم يكُن عابرًا، فالمناورات جرت في ظل تصاعد اهتمام القوى الكبرى بالقطب الشمالي وموارده الطبيعية، خصوصًا المعادن النادرة التي تدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية، وبحسب المفوضية الأوروبية، فإن غرينلاند تضم 25 من أصل 34 معدنًا يُصنّف كمواد خام استراتيجية.

أخبار ذات علاقة

مقر المفوضية الأوروبية

الاتحاد الأوروبي يعتزم زيادة تمويل غرينلاند إلى 530 مليون يورو

 
روسيا والصين في الخطوط الأمامية

في المقابل، لم يُخْفِ أندرسن قلقه من تحركات روسيا والصين في المنطقة، مشيرًا إلى أن موسكو ضاعفت وجودها العسكري في القطب على مدى العقدين الماضيين، كما بدأت في تنسيق عمليات مع بكين في المحيط المتجمد.

لكن اللافت أن المناورات جاءت على وقع توتر غير مسبوق مع الحليف الأمريكي، فترامب أعلن أمام الكونغرس أنه سيحصل على غرينلاند "بطريقة أو بأخرى"، معتبرًا الجزيرة مفتاحًا للأمن القومي الأمريكي، وهو ما أثار رفضًا حادًا من كوبنهاغن.

وبحسب مراقبين، وصل التوتر إلى ذروته حين استدعت الخارجية الدنماركية القائم بالأعمال الأمريكي بعد تقارير عن عملية نفوذ سرية مرتبطة بالبيت الأبيض في غرينلاند، تستهدف شخصيات تدعم انفصال الجزيرة عن المملكة. ورغم أن واشنطن نفت رسميًا التدخل، فإن الحادثة عمّقت الشكوك في نواياها.

 أوروبا.. خطوط حمراء أمام واشنطن

ولذا فإن الرسالة التي خرجت بها مناورات غرينلاند بدت أوضح من أي وقت مضى: في القطب الشمالي، حيث تتقاطع مصالح القوى العظمى، أوروبا قررت أن تضع خطوطًا حمراء أمام الطموحات الأمريكية، حتى لو كانت تلك الطموحات ممهورة بتوقيع ترامب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC