ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم العربي

مناورات غرينلاند.. لماذا غابت واشنطن عن استعراض القوة الأوروبي؟

صورة عامة من غرينلاندالمصدر: رويترز

يرى خبراء سياسيون فرنسيون أن مناورات Arctic Light 2025 في غرينلاند بمشاركة دول أوروبية، بينها فرنسا والنرويج والسويد، تحمل طمأنة للسكان المحليين، وإشارة أوروبية لإبراز القدرة الدفاعية المستقلة، إضافة لتوجيه رسالة غير مباشرة لواشنطن بأن غيابها لا يعني فراغاً استراتيجياً.

ومع ذلك، فإن مستقبل الأمن في القطب الشمالي سيظل رهين التنسيق عبر الأطلسي، باعتبار أن أي مواجهة محتملة في هذه المنطقة الحساسة لا يمكن أن تدار من طرف واحد فقط، وفق الخبراء.

وأعلنت الدنمارك تنظيم مناورات عسكرية واسعة النطاق في غرينلاند بمشاركة دول أوروبية، في حين تبرز ملاحظة غياب واضح للولايات المتحدة عن هذه التدريبات التي أُطلق عليها اسم Arctic Light 2025.

ويهدف التمرين الذي يضم أكثر من 550 جندياً إلى رفع القدرة العملياتية للجيوش المشاركة على العمل في ظروف القطب الشمالي، وسط تزايد التوترات الدولية حول مستقبل هذه المنطقة الاستراتيجية.

وقال وزير الدفاع الدنماركي، ترويلس لوند بولسن، إن الوضع الراهن "يفرض تعزيز الوجود العسكري بشكل ملموس في القطب الشمالي وشمال الأطلسي"، مؤكداً أن التنسيق مع سلطات غرينلاند المحلية يعكس حرص كوبنهاغن على إشراك الجزيرة في جهود الدفاع المشترك.

واشنطن... الحاضر الغائب

اللافت في المناورات هو غياب الولايات المتحدة، صاحبة قاعدة جوية كبرى في شمال غرينلاند، التي سبق أن انتقدت ما اعتبرته ضعف الاستثمار الدنماركي في الدفاع عن الجزيرة.

أخبار ذات علاقة

فرقاطة عسكرية في غرينلاند

بغياب واشنطن.. وزراء دفاع شمال أوروبا يحضرون عرضا عسكريا في غرينلاند

 ويثير الغياب الأمريكي تساؤلات، خاصة بعد تقارير إعلامية عن محاولات تأثير مرتبطة بمقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سبق أن عبر علناً عن رغبته في "شراء" غرينلاند.

من جانبه، قال باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، لـ"إرم نيوز"، إن هذه المناورات تمثل "رسالة طمأنة" لسكان غرينلاند أولاً، ورسالة أوروبية في مواجهة أي فراغ أمني في القطب الشمالي.

وأضاف بونيفاس أن مشاركة فرنسا وحلفاء أوروبيين آخرين تُظهر رغبة في تأكيد قدرة أوروبا على التحرك عسكرياً دون الاعتماد المطلق على الغطاء الأمريكي، مع الحفاظ على قنوات التعاون مع واشنطن لتجنب أي تصعيد غير محسوب.

ويرى بونيفاس أن احترام الحكومة المحلية وإشراكها في التخطيط يعطي للمناورات بعداً سياسياً داخلياً يهدف إلى تعزيز الثقة بين غرينلاند وكوبنهاغن.

"رسالة ردع"

بدوره، قال فرانسوا هيزبورغ، المحلل الأمني البارز والمستشار في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن المناورات ذات طابع عملي بالأساس، فهي تهدف إلى اختبار القدرة على الانتشار والعمل في بيئة مناخية قاسية، وتحسين التكامل العسكري بين القوات الأوروبية.

أخبار ذات علاقة

مقر المفوضية الأوروبية

الاتحاد الأوروبي يعتزم زيادة تمويل غرينلاند إلى 530 مليون يورو

لكنه يشير إلى أن غياب واشنطن يحمل بعداً دبلوماسياً مهماً، إذ يعكس إما توتراً سياسياً مع الدنمارك، أو ببساطة اختلافاً في الأولويات الاستراتيجية الأمريكية.

وأضاف هيزبورغ أن هذه المناورات تأتي مترافقة مع استثمارات دنماركية كبرى في البنية التحتية لغرينلاند، بما في ذلك الموانئ والمطارات، في إشارة واضحة إلى استراتيجية مزدوجة تعتمد "القوة الخشنة والناعمة" معاً لتثبيت ارتباط الجزيرة بالمملكة الدنماركية وحمايتها من محاولات التأثير الخارجي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC