لم توجّه الدنمارك دعوة للجيش الأمريكي للمشاركة في مناورات "أركتيك لايت 2025" العسكرية الأكبر في تاريخ غرينلاند الحديث، في الوقت الذي يعزز فيه حلفاء حلف شمال الأطلسي تعاونهم الدفاعي في القطب الشمالي وسط اهتمام أمريكي بالجزيرة، وفقًا لوكالة "رويترز".
وأكد قائد القوات الدنماركية في القطب الشمالي، سورين أندرسن، للوكالة، أنه على الرغم من دعوة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، لم يُطلب من أي وحدات عسكرية أمريكية المشاركة.
وقال أندرسن: "نحن نعمل مع زملاء في قاعدة بيتوفيك الفضائية الأمريكية، لكن لم تتم دعوتهم بوحدات لهذه المناورة".
وشاركت الولايات المتحدة سابقًا في مناورات عسكرية بقيادة الدنمارك في غرينلاند.
وصرح متحدث باسم السفارة الأمريكية في كوبنهاغن: "مع أننا لا نشارك في هذه المناورات تحديدًا، فإننا نواصل تعاوننا العسكري الوثيق مع مملكة الدنمارك وحلفائها الآخرين في القطب الشمالي".
وقال المحلل العسكري المستقل هانز بيتر مايكلسن إن التدريبات تحمل "إشارة سياسية قوية" لإظهار رعاية الدنمارك لغرينلاند مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي.
وقال مايكلسن "إن التدريبات تهدف في الأساس إلى إظهار أن الدنمارك تهتم بغرينلاند للأمريكيين، وتفعل ذلك بمساعدة دول أخرى كبيرة في حلف شمال الأطلسي".
ورفض أندرسن التلميحات التي تفيد بأن التدريبات كانت تهدف إلى إرسال رسالة إلى واشنطن.
وعززت الدنمارك استثماراتها الدفاعية ونشاطها العسكري في غرينلاند، وهي منطقة شبه مستقلة، منذ تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاستحواذ على المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي وانتقاداته لجهود الدنمارك للدفاع عنها.
وتدهورت العلاقات بين كوبنهاغن وواشنطن هذا العام بسبب رفض ترامب استبعاد احتمال الاستيلاء على غرينلاند بالقوة. واستدعت الدنمارك الشهر الماضي كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في كوبنهاغن على خلفية تقارير تزعم قيام مواطنين أمريكيين بعمليات نفوذ سرية في غرينلاند.
ويشارك في مناورات "أركتيك لايت 2025"، التي تقام في الفترة من 9 إلى 19 سبتمبر/أيلول، أكثر من 550 جنديًا، بما في ذلك القوات الخاصة، من الدنمارك وفرنسا وألمانيا والسويد والنرويج.
وتنشر الدنمارك فرقاطة وطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة من طراز إف-16، في حين أسهمت فرنسا بسفينة بحرية وطائرة لتزويد الوقود جواً ووحدة طائرات بدون طيار.
وقال أندرسن إن التدريبات تستعد لسيناريوهات محتملة تتعلق بزيادة النشاط الروسي والصيني في القطب الشمالي.
وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية إن جهود حلفاء الناتو لضمان الاستعداد للدفاع في القطب الشمالي كانت موضع ترحيب.