أثار بقاء العلاقات بين فرنسا وكوت ديفوار (ساحل العاج)، بخلاف دول، مثل: النيجر، وبوركينا فاسو، ومالي، تساولات حول دلالة هذه العلاقة في ظل انحسار نفوذ باريس في منطقة غرب أفريقيا وتمدد روسيا.
وقالت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" إن كوت ديفوار لا تزال تحت تأثير النفوذ الفرنسي، لكن التحالف بين أبيدجان وباريس تصفه بالهشّ في ظل صعود أجيال ترفض هذا النفوذ.
وكانت مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، قد شهدت انقلابات أدت إلى صعود سلطات جديدة مناهضة لباريس، حيث تم إجبارها على سحب قواتها، ومن ثمة الاستعانة بمجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.
واعتبرت "لوموند ديبلوماتيك" أن "ترشّح الحسن واتارا، لولاية رئاسية رابعة في كوت ديفوار كان بضوء أخضر من فرنسا، التي زارها، مؤخراً، والتقى هناك نظيره إيمانويل ماكرون، وذلك على الرغم من الانتقادات الدستورية التي يواجهها ترشحه، حيث يسمح له الدستور بترشحين فقط".
وأضافت أن "فرنسا لا تزال تملك نفوذاً اقتصادياً بنته إثر تولي الحسن واتارا الحكم، حيث تنتشر العلامات التجارية الفرنسية في البلاد الواقعة في غرب أفريقيا، على غرار كارفور وأوشان".
ولفتت الصحيفة إلى أن: "ألف شركة فرنسية تنشط، الآن، في كوت ديفوار"، وهو انتشار لم تسجله البلاد منذ استقلالها في العام 1960، الأمر الذي يعكس حجم التقارب بين باريس وأبيدجان؛ وتعمل هذه الشركات، بحسب المصدر ذاته، في مجالات، مثل: البناء، والاتصالات، والتجارة.
ويأتي هذا التقارب على الرغم من سحب فرنسا لقواتها من كوت ديفوار قبل أشهر، وذلك بعد أن أعلن واتارا عن نجاح حكومته في تحديث الجيش الوطني، وقال في موفى ديسمبر/كانون الأول 2024، في خطاب بمناسبة نهاية العام: "بهذه المناسبة نعلن أن القوات الفرنسية ستنسحب من أراضينا".
وأخلت فرنسا بالفعل قاعدتها العسكرية "بيما" من كوت ديفوار، وسحبت قواتها من هناك لكن بشكل منظم، بخلاف ما حدث مع مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، حيث أُجبرت على سحب قواتها من هذه الدول.
ويمثل واتارا حليفاً موثوقاً لفرنسا يمكن التعويل عليه في المنطقة، إذ سبق أن اقترح في العام 2022 فرض حصار اقتصادي على مالي من أجل إجبار المجلس العسكري على التراجع عن انقلابه، بحسب الصحيفة، التي تضيف أنه في العام 2023، اتخذ الموقف نفسه من خلال الدعوة إلى تدخل عسكري لإعادة محمد بازوم، لرئاسة النيجر إثر انقلاب عليه.
وشددت على أنّ: "هذه العلاقة تذكر قادة البلدين بالفترة الذهبية للعلاقات بين كوت ديفوار وفرنسا في الستينيات والسبعينيات، حيث لا يزال عصر أفريقيا الفرنسية مستمراً في هذا البلد"، وفق وصفها.