كثّف المتطرفون التابعون لتنظيم "جبهة النصرة" في مالي نصب الكمائن لاغتيال شخصيات في البلاد، إلى جانب اعتراض صادرات الطاقة، الذي أدى إلى تعليق رحلات جوية إنسانية بسبب نقص الكيروسين.
وكشف شهود عيان ومصادر في مالي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، اليوم الجمعة، عن حصار مشترك من المتشددين وجبهة تحرير أزواد المتمردة لمالي.
وفي العادة لا تنشر جبهة تحرير أزواد فيديوهات لهجماتها، لكنها أعلنت عن مسؤوليتها عن قصف مطار تمبكتو بطائرات مُسيّرة انتحارية.
واعترضت كتيبة تابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة موكب النائب المالي السابق في عهد الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا (2013-2020)، وزعيم جماعة تيجان الصوفية، عبد الجليل منصور حيدرة، الذي قُتل بنيران الأسلحة، بعد استهدافه بسبب صلته بالحكومة المركزية.
وأثار هذا الخبر غضبًا في عدد من الدول من بينها السنغال؛ لأن الضحية هو حفيد الشيخ إبراهيم نياس، زعيم هذه الجماعة الصوفية في إفريقيا.
وروت المصادر ذاتها أنه بحدود الرابعة عصرًا من يوم الخميس، عندما انطلق عبد الجليل منصور في طريقه من كونوبوغو إلى معقله في باماكو، رأوا أمامهم سيارة متوقفة، فحاولوا تجاوزها.
وعندها أطلق المسلحون النار على سيارة النائب السابق، الذي كان يجلس في المقعد الأمامي، فأصيب برصاصات، بينما تعرض الركاب الآخرون لجروح طفيفة.
وفي يناير/ كانون الثاني 2025، ألقت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين القبض على ثيرنو أمادو هادي تال، وهو شخصية بارزة من الطائفة نفسها، اتهمه المتشددون بتشجيع "جرائم المجلس العسكري".
وقد توفي خلال اشتباك بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين والقوات المسلحة المالية قبل وصوله إلى مكان احتجازه حيث كان من المقرر محاكمته.
وقبل يومين أيضًا، أودى كمين على طريق باماكو- سيغو بحياة زوجة رئيس المحكمة الإدارية، كما أُصيب القاضي نفسه بالرصاص. وجرح عدد من الركاب الآخرين في هذا الهجوم، ما يُظهر جرأة التنظيم المتزايدة.
وبجانب الاستهداف المباشر تنتهي العشرات من صهاريج الوقود المحجوزة والمُحوّلة في السوق السوداء، حيث يبيعها عناصر من الجماعة المسلحة بأسعار مُبالغ فيها.
وقد دُمرت العشرات، إن لم يكن المئات، من شاحنات نقل الوقود القادمة من السنغال وساحل العاج وغينيا، ما جعل الطرق الرئيسية في البلاد شبه معطلة، مع إغلاق طرق الإمداد المؤدية إلى العاصمة باماكو.
وعلى الرغم من ذلك، وجهت القوات المسلحة المالية رسائل طمأنة إلى المتعاملين الاقتصاديين المتنقلين بين باماكو والدول المجاورة.
وتم إغلاق محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد بعد الانقطاع الخطير في إمدادات المنتجات البترولية لعدة أيام في باماكو ومناطق أخرى، بحسب ما أعلنه الاتحاد الوطني المالي لمشغلي محطات البترول والخدمات في بيان صحفي رسمي.
ودعا الاتحاد السلطات المختصة إلى تحمل مسؤولياتها بشكل عاجل من أجل استعادة إمدادات طبيعية ومستدامة من المنتجات البترولية.
ووفقًا لمصادر متطابقة، تُجرى مفاوضات بين المجلس العسكري في مالي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين لرفع الحصار عن الوقود.
ومن الشروط التي نوقشت رفع القيود المفروضة على بيع المنتجات البترولية في المناطق الريفية.