"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
كثفت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" هجماتها بشكل لافت في الأيام الأخيرة، ما يكشف مساعيها للسيطرة الكاملة على منطقة غرب مالي، وفق تقرير لمجلة "جون أفريك" الفرنسية.
وقال التقرير إن الهجوم غير المسبوق على مدينة كايس في الأول من يوليو/ تموز الجاري أثبت أن الجماعة المتشددة التابعة لتنظيم القاعدة نجحت في ترسيخ وجودها في هذه المنطقة الواقعة على بوابة السنغال وموريتانيا، معتبرا أن "هذا التسلل مُخطط له بعناية".
ومطلع الشهر الجاري استهدفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هذه المدينة الكبيرة غرب مالي. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها هذه المدينة. في الوقت نفسه، شهدت نيورو الساحل، وسانداري، وغوغي، وديبولي - وهي أربع بلدات أخرى في المنطقة - هجمات مماثلة.
تهديد للاقتصاد
ورغم أن هذه الهجمات المنسقة أسفرت عن نكسة لرجال إياد أغ غالي - حيث يزعم الجيش المالي أنه "حيّد أكثر من 80 إرهابيًا واستعاد العديد من الأسلحة والذخائر والمركبات" - فإن الحقيقة تبقى أن فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل قد أسس موطئ قدم له في هذه المنطقة المتاخمة للسنغال، والتي تُعدّ جزءًا حيويًا من الاقتصاد المالي، وفقا للتقرير.
واقتحم مقاتلو الجماعة مدينة كايس، على متن شاحنات صغيرة ودراجات نارية، ودمروا جزءًا من مقر إقامة الحاكم (العميد موسى سوماري، الذي نجا من الهجوم)، واستهدفوا مبانيَ رسمية أخرى، مثل مجموعة الأمن المتنقلة ومركز شرطة الدائرة الثانية.
وعلّق جابر توري، وهو مستشار مستقل متخصص في قضايا الدفاع والأمن، بأن "لهذه الهجمات أهمية رمزية واستراتيجية، هدف المتشددين هو ترك انطباع، وإظهار وجودهم في المنطقة".
ولفترة طويلة، بدت منطقة غرب مالي، المحاذية للسنغال وموريتانيا، بمنأى عن عدوى الجماعات المتشددة التي ابتليت بها مناطق شمال ووسط البلاد لأكثر من عشر سنوات، إلا أن التهديدات وعمليات الاختطاف والهجمات تزايدت في الأشهر الأخيرة.
وأوضح التقرير أنه "في ديسمبر/ كانون الأول 2024، اختطف عناصر من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، بالقرب من الحدود الموريتانية، ثيرنو أمادو هادي تال، وهو زعيم ديني مؤثر في الطائفة التيجانية، وسرعان ما أعلن خاطفوه وفاته.
وقد شكّل اختطافه، الذي صدم الرأي العام المالي، مؤشرًا على تنامي التهديد في هذه المنطقة من البلاد.
وفي 13 يوليو/تموز، أعلن الجيش تدمير معسكر تدريب في غابة غال-غال، على بُعد 25 كيلومترًا من أورو، في منطقة كايس أيضًا.
وتابع تقرير "جون أفريك" أن "تتبع جذور هذا التطور يشبه تتبع تطور سرطان ينتشر ويتحرك في دوائر متحدة المركز، بدأ كل شيء في عام 2012، عندما استولى انفصاليو الحركة الوطنية لتحرير أزواد، الذين دخلوا في التمرد، على مدن غاو وكيدال وتمبكتو، وسرعان ما انضم إليهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وأنصار الدين".
وكانت هذه الجماعات المسلحة تنوي الاستفادة من ثورة الطوارق وانهيار الدولة المالية لإنشاء موطئ قدم دائم في الشمال.
وبعد عام من طردها من قبل حملة عسكرية فرنسية (عملية سيرفال) بدعم من الجيش المالي والقوات الأفريقية، تراجعت جنوبًا واستقرت أخيرًا في وسط مالي، وخاصة في بلدتي كونا ودوينتزا، في منطقة موبتي، ومن هناك بدأت بإعادة هيكلة نفسها وعملت على توسيع منطقة نفوذها".