logo
العالم

واشنطن تبادر بحل لأزمة التطرف في مالي "دون فرض أجنداتها"

واشنطن تبادر بحل لأزمة التطرف في مالي "دون فرض أجنداتها"
أسيمي غويتا المصدر: أ ف ب
15 يوليو 2025، 12:16 م

قدّم مبعوث البيت الأبيض إلى باماكو رودولف عطا الله "حلاً أمريكيًا" لمشكلة التطرف في مالي، مبدياً الاستعداد لتقديم التزام ملموس إذا أعربت حكومة أسيمي غويتا عن رغبتها في تعاون فعّال، "دون فرض واشنطن لأي أجندات سياسية". 

وتفتح المبادرة الأمريكية الجديدة نافذة لانتزاع "الحصرية الروسية" في الشراكة مع أحد أعمدة كونفدرالية الساحل.

وجاء الإعلان عن الحل بعد أن زار نائب مساعد مدير مكافحة الإرهاب الأمريكي، رودولف عطا الله، مالي بهدف تقييم التهديد الإرهابي المتزايد وإجراء مناقشات حاسمة مع السلطات المحلية.

أخبار ذات علاقة

آسيمي غويتا

قانون يسمح لغويتا بالترشح للرئاسة يثير جدلا واسعا في مالي

ويُعدّ انتشار الجماعات المتطرفة في غرب أفريقيا واقعًا مقلقًا، ومالي تقع في قلب هذا الوضع المتدهور. وقد أكد عطا الله أن ذلك "لا يُعرّض حياة المواطنين الماليين للخطر فحسب، بل قد تكون له أيضاً تداعيات وخيمة على المصالح الأمريكية".

وخلال مؤتمر صحفي في السفارة الأمريكية، صرّح بأنه جاء ليقترح مبادرة أمنية للأزمة.

وبعد لقائه بكبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الأمن ورئيس الدبلوماسية المالية، ركّزت المناقشات على مواضيع حيوية مثل "صمود المجتمعات المحلية وتنسيق الأمن في المنطقة، وخاصةً فيما يتعلق بتحالف دول الساحل، وهو كيان يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ استراتيجيات فعالة لمكافحة الإرهاب".

وفيما يتعلق بالوجود الروسي، أكد مجددًا احترامه لحق مالي في اختيار شركائها، مؤكداً في الوقت نفسه أن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدورها في تقديم حلول للتهديد الأمني"، مما يُظهر رغبة واضحة في الحوار رغم تعقيد العلاقات الدولية.

من جانبه، أفاد مركز أو دغست للدراسات الإقليمية، الكائن مقره بموريتانيا، بأن الزيارة جاءت في سياق إعلان مالي والنيجر وبوركينا فاسو تأسيس كونفدرالية، وسعي هذه الأخيرة إلى بناء قوة عسكرية مشتركة لمكافحة التطرف.

وفي ظل تصاعد العمليات المسلحة في وسط مالي، برزت الحاجة إلى دعم استخباراتي ومراقبة جوية متقدمة، وهو ما يبدو أن واشنطن تسعى لعرضه ضمن شراكة جديدة.

ولم تفضِ الزيارة إلى توقيع اتفاقيات رسمية، لكن الجانبين اتفقا على خارطة طريق تقنية تتضمن عقد اجتماعات فصلية على مستوى الخبراء الأمنيين، ما يعكس توجهًا أمريكيًا لاختبار إمكانية إعادة بناء الثقة مع باماكو تدريجيًا، حسب المعهد الموريتاني.

وقال عطا الله إن الولايات المتحدة لا تسعى لفرض أجندة سياسية على مالي، بل تهدف إلى تعزيز الأمن من خلال شراكة تحترم السيادة.

ويعكس هذا الخطاب تحوّلًا تكتيكيًا في نهج واشنطن، التي تحاول النأي بنفسها عن الإرث الثقيل للتجربة الفرنسية في الساحل.

وتتعدّد دوافع واشنطن من هذه الزيارة؛ فإلى جانب الرغبة في دعم قدرات مالي في مواجهة التنظيمات المتشددة، تسعى الولايات المتحدة إلى استعادة موطئ قدم استخباراتي في الساحل الأوسط، خصوصًا بعد انسحابها من النيجر. كما تهدف إلى تقويض الحصرية الروسية في باماكو، دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

أما على مستوى السيناريوهات المستقبلية، فيتصوّر المركز الموريتاني ثلاثة اتجاهات رئيسة وهي:

تعايش النفوذين الأمريكي والروسي في مالي، وانتقال تدريجي إلى محور أمني أمريكي–مالي واضح، إذا ما تراجع الحضور الروسي أو فشلت الشراكة معه، إضافة إلى فشل مسار الحوار وعودة القطيعة، وهو احتمال ضعيف في الوقت الراهن، لكنه قد يتصاعد في حال حدوث تجاوزات أمنية أو ضغوط أمريكية مفاجئة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC