logo
العالم

هل تكون ساحل العاج بوابة أمريكا لاستعادة نفوذها في الساحل الإفريقي؟

عناصر من تنظيم القاعدة في ساحل العاجالمصدر: (أ ف ب)

أثار طلب ساحل العاج دعمًا أمريكيًّا لمراقبة الجماعات المسلحة التي تنشط في منطقة غرب إفريقيا تساؤلات حول ما إذا كانت أبيدجان ستكون بوابة الولايات المتحدة لاستعادة نفوذها في الساحل الإفريقي الذي غادرته منذ أشهر.

وإثر موجة من الانقلابات العسكرية التي عرفتها دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو اضطرّت القوات الأمريكية لمغادرة منطقة الساحل الإفريقي التي رسّخت فيها روسيا نفوذًا عسكريًّا غير مسبوق.

وطلبت حكومة ساحل العاج من واشنطن دراسة إمكانية نشر طائرات استطلاع أمريكية لدعم عملياتها العسكرية في مواجهة الجماعات المتشدّدة المرتبطة بتنظيمي "القاعدة وداعش" في منطقة الساحل الإفريقي.

أخبار ذات علاقة

قوات أمريكية بغرب إفريقيا.

تحالف استخباراتي جديد.. ساحل العاج تدعو واشنطن لمواجهة القاعدة

ولم تُعلّق واشنطن بعد على هذا الطلب رغم أن السنوات الماضية كانت شاهدة على تطور التعاون الثنائي مع أبيدجان في المجال الدفاعي حيث زوّدت الولايات المتحدة الأمريكية جيش ساحل العاج بعربات مدرعة وتجهيزات متخصصة، إلى جانب برامج تدريب متقدمة رفعت من جاهزيته القتالية.

وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول إنّ: "رغم عدم تعليق الولايات المتحدة بعد على هذا العرض، فإنّه يمثل فرصة لها من أجل العودة إلى منطقة الساحل الإفريقي بعد خسارة قاعدة نيامي الجويّة وهي خسارة لها تكلفة باهظة بالنسبة لواشنطن".

وأضاف ديالو لـ "إرم نيوز" أنّ: "مصالح الولايات المتحدة الأمريكية باتت مهددة في منطقة الساحل الإفريقي في ظل نجاح قوى مثل روسيا وتركيا في التغلغل، وأيضًا تقدم الجماعات الإرهابية وتحقيقها مكاسب ميدانية مهمة مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي".

وشدد على أنّ: "مع ذلك، هذه العودة ليست مضمونة بعد، لأن قادة دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر يتبنون خطابات سيادية قد تجهض أي تعاون مستقبلي مع واشنطن رغم وجود تواصل بين هذه الأطراف".

ويأتي طلب ساحل العاج في وقت تواجه فيه البلاد خاصة في المناطق الشمالية نشاطًا كثيفًا لجماعات متشددة تُعد منطقة الساحل الإفريقي معقلًا رئيسيًّا لها.

لذلك يقول المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إنّ: "هذا الطلب كان متوقعًا بالنظر إلى التهديدات الكبيرة التي باتت تواجهها ساحل العاج خاصة مع تمدد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وجبهة تحرير ماسينا، ويعد التعاون الثنائي المستمر منطلقًا لهذا الطلب".

وبين إدريس لـ "إرم نيوز" أنّ: "في اعتقادي، الولايات المتحدة ستلبي طلب أبيدجان بالنظر إلى حجم التطور الذي عرفته العلاقات الثنائية بين الطرفين، لكن المحكّ الحقيقي هو قدرة هذا الدعم المحتمل في التصدي لتمدد الجماعات المتشددة".

وأكد أن: "هذا التمدد يُعد اختبارًا حقيقيًّا لقدرات حكومة الرئيس الحسن واتارا الذي يفاخر بعلاقات متقدمة مع الولايات المتحدة وأيضًا بقدرته على فرض السلام والاستقرار في البلاد رغم وجود محيط مضطرب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC