الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
كشف مسؤولان أمنيّان رفيعا المستوى في أبيدجان، أن ساحل العاج تضغط على الإدارة الأمريكية لإعادة نشر طائرات تجسس في شمال البلاد؛ بهدف تنفيذ عمليات عبر الحدود تستهدف الجماعات الإرهابية المرتبطة بـ"تنظيم القاعدة" والتي تشكل تهديدًا متزايدًا في منطقة الساحل.
وبحسب "رويترز"، فإن واشنطن من المتوقع أن تصدر قرارًا بهذا الشأن في العام المقبل، وأفاد مصدر مطّلع أنه جرى الاتفاق على احتياجات الأمن الإقليمي، وأن الأمر المتبقي فقط هو تحديد التوقيت المناسب.
لكن في الوقت نفسه، لم يعلق البيت الأبيض على هذا الطلب، فيما أكدت وزارة الحرب الأمريكية أنها لا تخطط حاليًّا لأي عمليات في ساحل العاج، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها ستواصل متابعة أهداف مكافحة الإرهاب التي تتقاطع مع مصالح واشنطن، بينما لم تقدم وزارة الدفاع الإيفوارية أي ردود.
ويرى مراقبون أن هذه الدعوات جاءت بعد فقدان واشنطن العام الماضي وصولها إلى قاعدة رئيسة في غرب إفريقيا، عندما لجأت النيجر إلى روسيا لطلب المساعدة الأمنية وطردت القوات الأمريكية من قاعدة طائرات بدون طيار بقيمة 100 مليون دولار، كانت توفر معلومات استخباراتية حاسمة عن الجماعات المرتبطة بـ"القاعدة" و"داعش"، والتي أودت بحياة نحو 3,885 شخصًا في 2024، أي نصف الوفيات العالمية الناتجة عن الإرهاب وفق مؤشر الإرهاب العالمي.
ويعتقد محللون أن اختطاف طيار أمريكي في نيامي، عاصمة النيجر، في أكتوبر الماضي، قد أبرز هشاشة القدرات الاستخبارية الأمريكية في المنطقة، وأكد خبراء سابقون أن غياب المعلومات يجعل أي عملية استرداد محفوفة بالمخاطر.
من جانبه، دعا السيناتور الجمهوري جيم ريش إلى زيادة التركيز الأمريكي على الساحل، محذرًا من تصاعد نفوذ "داعش" و"جماعة النصرة" في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وبعد طرد الولايات المتحدة من النيجر، أعادت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن مؤقتًا نشر طائرتين من طراز "بي إي-350" في قاعدة بساحل العاج لمراقبة الأوضاع في مالي وبوركينا فاسو، لكن رفض هذه الدول السماح للطائرات بالتحليق فوق أراضيها أدى إلى قلة استخدام الطائرات عمليًّا.
ومع ذلك، كشفت بعض المؤشرات إمكانية إعادة بناء العلاقات الأمريكية مع هذه الدول بعد فشل سياساتهم في الاعتماد على الدعم الروسي؛ ما فتح الباب أمام تعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني في منطقة الساحل.
وفي خطوة لبناء هذا التعاون، زار مسؤول أمريكي رفيع باماكو، عاصمة مالي، في يوليو الماضي، مؤكدًا اهتمام واشنطن بتوسيع التعاون الأمني والتجاري مع مالي، وهو ما أسفر لاحقًا عن تقديم معلومات استخباراتية أسهمت في ضرب أحد قادة الجماعات المسلحة في المنطقة.