logo
العالم

الاستثمار والتسليح.. كيف تتغذى طهران من فوضى الساحل الأفريقي؟

وزير خارجية النيجر،بكاري ياو سنجاري والمبعوث الإيراني خسر...

تحاول طهران التمدد في القارة الأفريقية بعدما فقدت الكثير من قواعدها الخلفية في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة، مستغلةً هذه المرة الفوضى الأمنية والتغييرات غير الدستورية في أنظمة الحكم بغرب أفريقيا.

ووسط حرب طاحنة يقودها متطرفون ضد باماكو منذ أشهر، يسعى المجلس العسكري إلى تنويع مصادر تسليح قواته التي تتعرض لانتكاسة. وليس غريبًا أن تجد طهران نافذة للتسلل ومحاولة بسط نفوذها العسكري على هذه الدولة. فعلى هامش اجتماع وزراء خارجية اتحاد دول الساحل، الذي كان يمهّد للقمة الثانية لرؤساء دول الكونفدرالية في العاصمة واغادوغو، التقى وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب مع المبعوث الخاص لوزير الخارجية الإيراني خسروي نجاد أكبر.

أخبار ذات علاقة

عمال مناجم إيرانيون

ملايين الأطنان.. إيران تعلن عن اكتشاف كبير لرواسب الذهب

وبينما اقتصر بيان وزارة الخارجية المالية على التأكيد على "رغبة إيران في توسيع التعاون في مجالات التجارة والتنمية والعلاقات الثقافية"، تلقّى ديوب دعوة لحضور اجتماع مقرر عقده الشهر الجاري بين وزراء خارجية دول رابطة الدول المستقلة ونظرائهم الإيرانيين.

وفي اليوم نفسه، استقبل وزير خارجية النيجر، بكاري ياو سنجاري، خسروي نجاد أكبر، وقدّم له المبعوث الخاص الدعوة الرسمية نفسها. وفي هذا اللقاء، شكر الدبلوماسي الإيراني نيامي على تصويتها ضد القرار الذي اقترحته دول أوروبية على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران.

ويمدّد هذا التسلسل الدبلوماسي سلسلة مبادرات بين إيران وكونفدرالية الساحل. ففي أيار/ مايو 2025، وقّعت نيامي وطهران مذكرة تفاهم بشأن التعاون الأمني. وفي نيسان/ أبريل، أبرم البلدان اتفاقية اقتصادية خلال معرض "إيران إكسبو 2025".

أما في مالي، فأعلن المجلس الوطني الانتقالي في كانون الأول/ ديسمبر عن الافتتاح المرتقب لمؤسستين جامعيتين إيرانيتين. كما التقى السفير الإيراني في واغادوغو وزير خارجية بوركينا فاسو لتعزيز العلاقات الدفاعية، بما في ذلك تصدير المعدات العسكرية وصيانتها وتدريب قوات الأمن المحلية.

لكن هذه "شجرة تخفي الغابة"، وفق متابعين، فبعد ضعف إيران اقتصاديًا بفعل عقود من العقوبات، ولا سيما في قطاع النفط، لم تعد تتمتع بمزايا اقتصادية كبيرة، لذلك تحاول اختراق الدول الهشّة أمنيًا بالتركيز على قدراتها العسكرية، وتوجيه صادرات الأسلحة، ونقل التكنولوجيا، تحت مسمّى "المساعدة الأمنية"، التي – رغم الجدل حولها – تجذب بعض الشركاء الساعين إلى تحالفات استراتيجية جديدة.

وتعتبر طهران تعزيز نفوذها العسكري في أفريقيا أحد أعظم نجاحاتها الأخيرة. وبينما شهدت صناعتها الدفاعية نموًا ملحوظًا، اتجهت نحو أسواق القارة بحثًا عن مكاسب جديدة.

وقبل عامين، وفي أعقاب جولة دبلوماسية قام بها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي إلى زيمبابوي وكينيا وأوغندا، أعلن نائبه روح الله دهقاني عن إنشاء مراكز متخصصة في أفريقيا، وتحديدًا في أوغندا، لتقديم خدمات متعلقة بالطائرات الإيرانية المسيّرة.

 وقبل أقل من شهرين من اندلاع الصراع مع إسرائيل، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، خلال القمة الثالثة للتعاون الإيراني–الأفريقي التي عُقدت بين 27 و29 نيسان/ أبريل في طهران، أن بلاده مستعدة لمشاركة "جميع قدراتها وإنجازاتها"، بما في ذلك في مجال "الأمن"، مع شركائها الأفارقة. ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، شارك في هذه القمة نحو 30 وفدًا أفريقيًا من نواب رؤساء ووزراء ورؤساء غرف تجارية.

وفي الأثناء، يقف وراء إلحاح إيران على التقارب مع النيجر أهداف استراتيجية أخرى. فمع عدم القضاء على البرنامج النووي الإيراني حتى الآن، رغم تضرر بعض منشآته، تواجه طهران تحديات كبيرة، وفي محاولة لتعزيز قدرتها على تخصيب اليورانيوم بشكل دائم، طرقت أبواب نيامي مؤخرًا.

وقبل أن تتجه نيامي إلى السوق الدولية لبيع كمية كبيرة من اليورانيوم أمس الاثنين، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين يخشون اتفاقًا سريًا يسمح لإيران بالوصول إلى اليورانيوم النيجري.

ويحذّر محللون وبعض القادة السياسيين من أن تطوير إيران المحتمل للأسلحة النووية قد يؤدي إلى تكثيف سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط، وربما بين بعض الدول الأفريقية كذلك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC