مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
أعلن رئيس مجلس إدارة شركة "باريك مايننغ"، جون ثورنتون أن الرئيس التنفيذي لشركة "باريك غولد" مارك بريستو، سيستقيل فورًا، مع تعيين مدير العمليات مارك هيل كرئيس تنفيذي مؤقت، ريثما تجد بديلًا دائمًا، في خطوة غير متوقعة، جاءت وسط تحديات مالية وجيوسياسية كبيرة.
وكشفت مصار مطّلعة أن معالجة مارك بريستو لملف مناجم مالي، أحد أهم أصول الشركة، شكَّلت القشة الأخيرة التي دفعت مجلس الإدارة لإحداث تغيير مفاجئ في القيادة.
ويرى المراقبون أن المداولات حول استبدال بريستو بدأت قبل 6 أشهر، بعد تفاقم وضع الشركة في مالي؛ إذ خلال الأشهر الـ9 الماضية، فقدت "باريك" السيطرة على مجمع مناجم Loulo-Gounkoto، بينما صادرت الحكومة 3 أطنان من الذهب، والنتيجة كانت شطب أصولٍ بقيمة مليار دولار وبيع منجمين في الولايات المتحدة وكندا، ومع اقتراب موعد تجديد رخصة التعدين في فبراير 2026، يظل مستقبل "باريك" في مالي غامضًا.
مسيرة بريستو الشخصية مرتبطة بمالي منذ البداية؛ إذ أسس Randgold Resources التي اعتمدت على أصول مالية، قبل أن تستحوذ عليها "باريك" عام 2018، غير أن الانقلاب العسكري عام 2021 أوجد نظامًا يطالب بزيادة عوائد التعدين، ولذلك فإن رفض "باريك" لقانون التعدين الجديد أدّى إلى اعتقال 4 موظفين، ثم استيلاء الدولة على ذهبٍ بقيمة 300 مليون دولار، إضافةً إلى سيطرة مؤقتة للسلطات العسكرية على المناجم.
إلى جانب الصراع في مالي، كان أداء "باريك" في الأسواق مخيبًا؛ فخلال 5 سنوات، ارتفعت أسهم الشركة 37% فقط، مقارنة بزيادة 110% لمنافسها الكندي Agnico Eagle، في وقت تضاعفت فيه أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، وهذا التراجع شكّل سببًا إضافيًّا لتغيير القيادة.
كشفت مصادر أن هناك عوامل داخلية ساهمت أيضًا في سقوط بريستو؛ فالعلاقة بينه وبين رئيس مجلس الإدارة وُصِفَت بأنها متوترة، فيما أطلق عليه زملاؤه لقب “مارك المزاجي”؛ بسبب أسلوبه الحاد وقراراته المنفردة، بما فيها إلغاء الاجتماعات الأسبوعية؛ ما يعكس نمط إدارته الذي أثار انتقادات داخلية.
بدورهم أبدى المستثمرون قلقًا من تعرُّض الشركة لمخاطر جيوسياسية، سواء في إفريقيا أو في خططها الاستثمارية بباكستان في مشروع Reko Diq، ولذلك فإن الإعلان عن هذه التغييرات المفاجئة في القيادة أدت إلى تراجع أسهم "باريك" بـ4% في بورصة تورونتو.