تواصل العاصمة باماكو مقاومة هجمات المتشددين التي تستهدف مناطق شمال ووسط وغرب مالي، مستخدمين هذه المرة طائرات دون طيار لضرب تمركزات الجيش.
وكشفت مصادر موثوقة في مالي، عبر تصريح لـ"إرم نيوز"، اليوم الخميس، أن الحركات الأزوادية المسلحة كثفت ضرباتها المُوجهة بدقة ضد قواعد القوات المسلحة في شمال البلاد، مُركزة على مواقع تضم قوات مُساعدة تابعة لـ"فيلق أفريقيا الروسي".
وأشارت المصادر إلى تواتر الهجمات الانتحارية أسبوعيًا، آخرها استهداف مخيمَي تيساليت وليري بمنطقة تمبكتو، باستخدام طائرات دون طيار انتحارية.
وأكدت، أن التحقيقات لازالت جارية بشأن نوعية تلك الطائرات، في وقت تتكتم فيه السلطات بشدة حول عدد الضحايا الذي خلفته تلك الهجمات.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تطالب فيه جبهة تحرير مالي، وهي فصيل مسلح من عدة تشكيلات عربية-طوارقية، بالسيادة والاعتراف الدولي.
وفي مناطق أخرى، تتكرر هجمات ما يسمى بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، بعدما أعلنت مسؤوليتها عن كمين ضد عناصر من القوات المسلحة المالية عبر جزء من الطريق الذي يربط سوريبوغو ونيجويلا، في منطقة كوليكورو، وسط غرب البلاد.
وأظهرت فيديوهات متداولة، صفًا من شاحنات صهاريج الوقود، وقد أضاءت أنوارها التحذيرية، متوقفة على طريقٍ يبدو أنه تحت سيطرة المتشددين، وقد فرّ السائقون منها، فيما اشتعلت النيران في بعض مركبات تخزين البنزين.
وفي وقت سابق، اضطر الجنود إلى مرافقة حوالي ثلاثين شاحنة ومركبات مدنية من السنغال إلى باماكو.
ويؤثر تواصل سيطرة جماعة النصرة على مناطق في مالي، على سلسلة إمدادات المواد البترولية، وسط إنكار الحكومة لزيادة نفوذ التنظيمات المسلحة، والتي يقود جيشها عمليات تمشيط واسعة.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة المالية، اللواء عبد الله مايغا، صرح خلال لقائه مع شركات استيراد وتصدير، قائلًا: "تحرك الشاحنات مستمر حتى لو اضطررنا إلى الحصول على الوقود سيرًا على الأقدام باستخدام الملاعق، فسنقوم بذلك"، في تحد مباشر لتهديدات المتشددين.
ومع ذلك، بدأ النقص في المواد الغذائية يظهر ويؤثر على باماكو، ولا تسلم منه مدن أخرى، إلا أن الحكومة تُطمئن المواطنين رغم بوادر التدهور الواضحة.
وفي الوقت الراهن، يمتنع تنظيم القاعدة عن إدارة أي منطقة، نظرًا لإدراكه بتفوق الجيش المالي عدديًا، ومن حيث الترسانة العسكرية والغطاء الجوي، مفضلًا شن "حرب استنزاف"، تتخللها سلسلة متواصلة من الهجمات والانسحابات التكتيكية.
أما تنظيم داعش في الساحل، فيقتصر وجوده على الشمال الشرقي، باتجاه ميناكا وحدودها، وخلافًا لنشاطه على الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر، لم ينجح في التمدد نحو بقية مالي.
وعلى مدى خمسة أعوام، انخرطت جماعة نصرة الإسلام وتنظيم داعش في الساحل في عداوة صبّت في مصلحة الأولى.