أثار إعلان جبهة تحرير أزواد، التحالف الجديد للجماعات المسلحة المتمردة في شمال مالي، أهدافه الانفصالية عن الدولة، تساؤلات حول خططها في حرب الاستنزاف ضد السلطات والفيلق الإفريقي.
وتأسس التحالف الجديد للأزواد من الجماعات المسلحة ذات الأغلبية الطوارقية من شمال مالي في الـ30 من نوفمبر 2024، والتي تضم بضع جماعات، كانت منقسمة سابقًا بين مؤيد ومعارض للسلطات المالية، في التوحد تحت راية واحدة.
وتكشف مصادر مالية موثوقة لـ"إرم نيوز"، أن هذا التحالف ينتشر في مناطق كيدال وغاو وتاوديني وتمبكتو من الحدود الموريتانية إلى الحدود الجزائرية.
وتشير المصادر إلى دخولهم في حرب غير متكافئة ضد باماكو في ظل وجود مرتزقة الفيلق الإفريقي، المتهمين بارتكاب انتهاكات ضد سكان أزواد.
وتدافع الحركة عما تسميه "استقلال أزواد"، وهو المطلب الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 60 عامًا، أي قبل استقلال مالي.
ففي عام 1958، أعرب زعماء قبائل المنطقة عن رغبتهم في عدم الارتباط بجنوب مالي، بحجة اختلافاتهم التاريخية والثقافية والجغرافية.
واقترحت الحكومة المالية حوار داخلي يجمع جميع الأطراف، بعدما ألغت اتفاق السلام الموقع في 2015، وهو ما اتخذه المتمردون حجة لتصعيد الكفاح المسلح.
في المقابل يثير تواجد أعضاء جبهة تحرير أزواد في باريس الكثير من الشكوك بشأن احتمالات الدعم الخارجي الذي يتلقاه التحالف من أوكرانيا ومن خلفها فرنسا، إذ قبل أيام أجرى المتحدث الرسمي باسم الجبهة حوارا مع قناة "تي في 5 موند" الفرنسية.
كما تشير تقارير أمنية إلى أن كييف تحاول فتح جبهة ثانية في مالي لتحقيق مصالح خاصة وبيع الطائرات المسيرة للجماعات المسلحة لعدم رغبة الدول والحكومات الرسمية بالتعامل المباشر معها وخصوصًا في شراء الطائرات المسيرة، بجانب مواجهة النفوذ الروسي المتزايد في منطقة الساحل.
وقبل أيام تبنت حركة تحرير أزواد قصف أحد مقرات الفيلق الإفريقي في مدينة أجلهوك بعدد من المسيرات، قالت إنها أصابت أهدافها بنجاح.
في 27 يوليو 2024، دمر كمين خاطف بقيادة تحالف متمردي الأزواد مفرزة من مجموعة فاغنر في تين زواتين، أقصى شمال مالي.
وكانت النتيجة مقتل 84 مرتزقًا روسيًا، من بينهم شخصيات بارزة مثل المؤثر نيكيتا فيديانين، المرتبط بقناة "المنطقة الرمادية" على "تيليغرام".
كما اتهمت الحكومة المالية، أوكرانيا بدعم جماعات متطرفة مثل "جبهة نصرة الإسلام والمسلمين"، ما دفع مالي والنيجر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع كييف في أغسطس 2025.
في هذا الإطار، أشار الممثل الروسي في مجلس الأمن ديمتري بوليانسكي، خلال اجتماع للمجلس، إلى أن ممارسات نظام كييف تبرز في أفريقيا وتستحق اهتماماً خاصاً.
فقد أكد على تورط أجهزة المخابرات الأوكرانية، في أنشطة تخريبية في دول الساحل الأفريقي.
وأضاف أن "هذه الأنشطة لا تقتصر على تزويد المسلحين بالأسلحة والطائرات المسيرة فحسب، بل بتدريبهم وتنسيق أعمال الإرهابيين، بما في ذلك عمليات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي".