الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
بعد مرور عامين على مقتل يفغيني بريغوجين، زعيم مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية الخاصة، يثار جدل حول الآليات التي تدير بها روسيا حالياً نفوذها في إفريقيا، خاصة أن بريغوجين كرس حضوراً واسعاً لبلاده في مناطق مثل الساحل الإفريقي عبر بوابة دول مثل مالي وبوركينا فاسو.
حول ذلك، رأى مصدر أمني مالي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الأمور تسير نحو الأفضل، فروسيا تدعمنا الآن بقوات نظامية أكثر انتظاماً وحرفية، بينما كانت فاغنر أقل بكثير بمستوى المهنية والحرفية".
وتابع المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، أنه "في مالي يوجد الآلاف من العناصر الذين يسندون الجيش في معاركه، شأنهم في ذلك شأن دول مجاورة، وأعتقد أن روسيا لا تفرض حضورها علينا بل جاء ذلك من خلال اتفاقيات واضحة، وهي تدعمنا بقوة لاستعادة الأمن والهدوء".
ويأتي حديث المسؤول المالي في وقت تسوء فيه علاقات عدة دول إفريقية بفرنسا وبقية الدول الغربية، الأمر الذي أتاح لروسيا فرصة هائلة لترسيخ حضورها.
وقالت المحللة السياسية المتخصصة في الشؤون الإفريقية، ميساء نواف عبد الخالق، إن "روسيا لن تتخلى بطبيعة الحال عن الساحل الإفريقي وإفريقيا بشكل عام لأنها منطقة غنية بالثروات.
وأكدت: "رغم انشغال فرنسا الأولي بأوكرانيا وما يدور فيها، فإن العين على إفريقيا وربما أكثر في هذه المرحلة لأن موسكو تريد تمويلاً لحربها في كييف وتسعى وراء نفوذ أكبر في إفريقيا".
وتابعت عبد الخالق في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "روسيا لا تزال تقول إنها تكافح الإرهاب في الساحل الإفريقي، لكن هدفها الرئيس من الوجود هناك هو تقاسم الثروة في هذه المنطقة الغنية، وهي تستخدم في ذلك الفيلق الإفريقي بدلاً من "فاغنر" التي انسحبت من دول مثل مالي".
وشددت بالقول: "لا أعتقد أن تقليص صلاحيات "فاغنر" سينهي النفوذ الروسي، بل العكس، فكل الأمور باتت بيد وزارة الدفاع الروسية من خلال الفيلق الإفريقي الذي يتبع مباشرةً جهاز الاستخبارات ووزارة الدفاع في موسكو".
وختمت المتحدثة بالقول إن "فيلق إفريقيا هو من يتولى حالياً الأمور في إفريقيا بعد أن أخذ صلاحيات "فاغنر" في دول مثل مالي وبوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى، وانتشر في دول أخرى، وهو يقوم بالأساس بالتدريب والتسليح وحماية الأنظمة الحليفة بالنموذج نفسه الذي كانت تعتمده فاغنر".
وتشهد منطقة الساحل الأفريقي تنامياً للهجمات التي تشنها جماعات متطرفة ومسلحة على غرار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي وذلك وسط تحذيرات من أن أمن المنطقة ينهار.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، تعليقاً على الأمر إن "الواقع يقول إن "فاغنر" وبريغوجين تركا فراغاً كبيراً لم تنجح بعد قوات الفيلق الإفريقي في ملئه على الرغم من إسراع الحكومة الروسية بنشرها في إفريقيا".
وأوضح ديالو في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هذا الفراغ قد يستغله خصوم روسيا خاصة في ظل الجولات المكوكية التي يقوم بها مسؤولون أمريكيون في دول مثل مالي إذ تعرض واشنطن دعماً أمنياً، لذلك فإن النفوذ الروسي في إفريقيا ليس في مأمن في مرحلة ما بعد بريغوجين".