logo
العالم

رئيس وزراء السنغال يرفض دعوة باريس.. هل انتهى زمن النفوذ الفرنسي؟

رئيس الوزراء السنغالي، عثمان سونكوالمصدر: (أ ف ب)

أثار اعتذار رئيس الوزراء السنغالي، عثمان سونكو، عن تلبية دعوة للمشاركة في الدورة الحادية عشر من منتدى "الابتكار الجيلي بي بي آي فرنسا" المقرر تنظيمه في الثالث والعشرين من سبتمبر / أيلول بالعاصمة الفرنسية، تساؤلات حول دلالات ذلك.

وجاء اعتذار سونكو في وقت تسعى فيه فرنسا إلى إعادة تنشيط علاقاتها مع السنغال، حيث سبق وأن اتفق الرئيس إيمانويل ماكرون مع نظيره باسيرو ديوماي فاي على هامش زيارة للأخير إلى باريس على "بناء شراكة متجدّدة ومتوازنة".

أخبار ذات علاقة

الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فايي

السنغال.. تعديل وزاري "جذري" وسط تحديات اقتصادية هائلة

ومنذ وصوله إلى الحكم، أطلق فاي مواقف اعتبرت "سيادية" تجاه فرنسا في وقت فقدت فيه باريس بشكل كبير نفوذها في غرب أفريقيا حيث اضطرت لسحب قواتها من دول مثل مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، جراء انقلابات عسكرية حدثت هناك.

لا تفاهم واضح

 كما اضطرت فرنسا إلى سحب قواتها من السنغال في يوليو / تموز الماضي لتضع بذلك حداً لحضور عسكري استمر منذ نيل دكار استقلالها في العام 1960.

وعلّق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، على الأمر بالقول: "ما يحدث بين السنغال وفرنسا يعكس غياب تفاهم واضح حول طبيعة العلاقات، وما إذا كان البلدان يرغبان حقا في تعزيزها، خاصة بعد سحب القوات الفرنسية من الأراضي السنغالية".

وتابع إدريس لـ "إرم نيوز" أن: "اعتذار سونكو يعكس استمرار الرجل في نهجه المناهض لأي تقارب مع فرنسا لاسيما في ظل الأوضاع الإقليمية الراهنة، حيث نجح التيار المعادي لباريس في الصعود إلى السلطة في غرب أفريقيا، وقام ببناء تحالفات وطيدة خاصة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو وربما تنضمّ إليهم دولٌ أخرى على غرار تشاد".

وشدد المتحدّث على أنّ: "في المقابل، يبدو أن زيارة فاي الأخيرة إلى فرنسا بعثت برسالة كونه قد يسعى إلى فتح صفحة جديدة مع باريس وهو الأمر الذي من الواضح أن سونكو يرفضه".

فتور مستمر

وفيما قالت رئاسة الوزراء السنغالية إنّ "سونكو لن يتمكّن من حضور المنتدى بسبب ارتباطات في أجندته" وكشفت أنه سيمثله أحد أعضاء حكومته، فإن هذا الإعلان أثار تخمينات متزايدة.

من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشئون الأفريقية، محمد الحاج عثمان، إنّ: "ما يحدث بين السنغال وفرنسا يعكس فتوراً مستمراً رغم محاولات باريس إخفاءه والالتفاف عليه من خلال زيارات بروتوكولية أو دعوات مثل هذه لم تلبِها الحكومة في دكار".

وأضاف الحاج عثمان لـ "إرم نيوز" أن: "العلاقات بين السنغال وفرنسا في منعطف حاسم الآن، وبالنسبة لسونكو فهو يميل أكثر إلى النأي ببلاده عن محور باريس خاصة أنه محور معزول في المنطقة حيث خرجت معظم الدول من فلك النفوذ الفرنسي".

وبيّن أن: "عدم تلبية هذه الدعوة يعني أن السنغال قد حسمت أمرها، حتى زيارة فاي إلى باريس مؤخراً لم ينبثق عنها أي اتفاق مهم ومن ثم دكار تنأى بنفسها".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC