logo
العالم

من أنغولا إلى موريشيوس.. أمريكا تغيّر وجهتها التجارية في إفريقيا

رئيس موريشيوس، دارامبير جوكهولالمصدر: أفريكا ريبورت

أعلنت مؤسسة المجلس الأمريكي لإفريقيا (CCA)، أن  موريشيوس ستستضيف قمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية في 2026؛ ما يعكس سعي واشنطن لتعزيز النفوذ الاقتصادي والأمني في المحيط الهندي وفتح فرص جديدة للشراكات بين الولايات المتحدة وإفريقيا.

أخبار ذات علاقة

بعد أن خذلتها الصين.. موريشيوس تلجأ إلى السعودية لتحقيق النمو والازدهار

وكشف موقع "ذا أفريكا ريبورت"، أن هذه الاتفاقية التي وُقعت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تؤكد مكانة موريشيوس كمركز للاستثمار والشراكات في إفريقيا، وتُسلِّط الضوء على قدرتها على جمع الاستثمارات الأمريكية والإفريقية عبر قطاعات حيوية مثل الصحة والطاقة والمالية والزراعة والبنية التحتية.

موريشيوس.. قوة اقتصادية صغيرة بحضور استراتيجي

ورغم أن اقتصاد موريشيوس يُصنَّف ضمن الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى، ويبلغ إجمالي ناتجها المحلي حوالي 15 مليار دولار، إلَّا أن الجزيرة تلعب دورًا يتجاوز حجمها الاقتصادي الفعلي؛ فصادراتها إلى الولايات المتحدة بلغت 112 مليون دولار خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام؛ ما يجعلها من أهم الشركاء التجاريين الأمريكيين في إفريقيا. 

وتُظهر البيانات أن الاستقرار السياسي وقوة المؤسسات في موريشيوس توفر بيئة جاذبة للاستثمار، وتعزز موقعها كجسر بين إفريقيا وآسيا.

أخبار ذات علاقة

للمرة الأولى.. امرأة تتولى الرئاسة في موريشيوس‎

العلاقات الثنائية والتعاون التجاري

ويرى الخبراء أن المجلس الأمريكي لإفريقيا يتعاون مع الجهات الدبلوماسية الأمريكية لتعزيز الشراكات الاقتصادية، بما في ذلك مشاركة مسؤولين من مؤسسة التمويل الدولية الأمريكية وبنك التصدير والاستيراد الأمريكي. 

ولذلك فإن زيارة الوفود الأمريكية إلى أنغولا وبوتسوانا كانت بهدف استكشاف فرص التوسُّع الاقتصادي ومزيد من التعاون مع موريشيوس، بما في ذلك الوصول إلى أسواق الولايات المتحدة بعد انتهاء برنامج AGOA، الذي قدم تسهيلات جمركية كبيرة للسلع الإفريقية.

الأبعاد الأمنية والاستراتيجية

بالإضافة إلى القمة الاقتصادية، تُبقي موريشيوس على مناقشات مع الإدارة الأمريكية بشأن مستقبل المنشأة العسكرية المشتركة الأمريكية-البريطانية في دييغو غارسيا، في أرخبيل شاغوس. 

ومن المتوقع أن يسهم نقل السيادة للأرخبيل، مع استمرار الإيجار للقاعدة، في فتح نافذة للأمن البحري الأمريكي في المحيط الهندي، لكنه يثير مخاوف بعض المشرعين الأمريكيين من أن الصين قد تقدم عروضًا أفضل للجزيرة مستقبلاً؛ ما قد يحد من النفوذ الأمريكي.

ويؤكد مراقبون أن اختيار موريشيوس ليس محض صدفة؛ فهو يجمع بين الأبعاد الاقتصادية والتجارية والجغرافية، ويتيح للولايات المتحدة تعزيز نفوذها في المحيط الهندي، مع خلق شراكات استثمارية قوية وموثوقة، كما أنه يرسل رسالة استراتيجية حول رغبة واشنطن في التوسع خارج القارة الإفريقية التقليدية نحو مناطق جديدة، مع الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في شريك موثوق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC