رئيس الوزراء الياباني يقرر التنحي من منصبه
تشهد فرنسا تحولًا واضحًا في ميزان القوى داخل المشهد السياسي، بحسب مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية للكاتبة فرانسواز فريسو.
وقالت الكاتبة إن الحزب الاشتراكي لم يعد القوة المهيمنة في اليسار الفرنسي، كما أنه لم يتخذ خطوات جدية لاستعادة هذا الدور وسط حالة من الانقسام والتراجع الداخلي. وعلى النقيض، يشهد حزب الجمهوريين (اليميني) انتعاشًا سياسيًا ملحوظًا، لا سيما بعد مؤتمره الأخير.
وأوضحت فريسو أن المؤتمر الذي عقده حزب الجمهوريين في 18 مايو/ أيار الفائت، منح دفعة قوية لصفوفه، مع بروز شخصية برونو ريتايو، وزير الداخلية والرئيس السابق لكتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، كقيادي يحظى بالثقة والقدرة على قيادة الحزب نحو إعادة التموضع في السلطة.
ويقابل ذلك تراجع كبير في وضع الحزب الاشتراكي، الذي يستعد لعقد مؤتمره في مدينة نانسي بين 13 و15 يونيو حزيران الجاري، وسط أجواء من الانقسام والتراجع الداخلي.
أوليفييه فور، الذي أعيد انتخابه مؤخرًا بصعوبة لولاية رابعة على رأس الحزب، لا يزال يواجه انتقادات واسعة بسبب غياب رؤية سياسية موحدة، حيث حصل على 50.9% فقط من أصوات الأعضاء، في حزب بات يضم نحو 39 ألف منتسب فقط، موزعين بين تيارات داخلية متعددة لا تجمعها استراتيجية واضحة.
ولفت المقال إلى أن الاندفاعة التي حققها الحزب الاشتراكي خلال الانتخابات الأوروبية لعام 2024، عندما حقق رافائيل غلوكسمان نسبة 13.8%، توقفت فجأة إثر قرار الرئيس ماكرون المفاجئ بحل الجمعية الوطنية.
ومنذ ذلك الحين، بدا الحزب الاشتراكي عاجزًا عن اتخاذ موقف واضح، في وقت تتقاسم فيه الساحة السياسية قوى أكثر حسمًا مثل حركة ماكرون من جهة، والأحزاب المتطرفة من الجهة الأخرى.
في المقابل، استطاع حزب الجمهوريين الاستفادة من مشاركة رموزه في حكومتي ميشيل بارنييه ثم فرانسوا بايرو منذ خريف 2024، وهو ما أكسبه صورة الحزب الجاهز للمشاركة في الحكم دون أن يتخلى عن هويته اليمينية.
ولا تزال قطاعات واسعة من اليسار، وخصوصًا داخل الحزب الاشتراكي، تتردد في الاقتراب من السلطة، تحت وطأة تجربة الحكم السابقة خلال عهد الرئيس فرانسوا هولاند، التي لا تزال توصف في أوساط اليسار بـ"الخيانة السياسية".
كما أن التحالفات التي أقامها الحزب مع قوى مثل "فرنسا الأبية" بقيادة جان لوك ميلانشون، لم تكن كافية لاستعادة موقعه المركزي في اليسار، بل كشفت هشاشته مع عودة التوترات الداخلية.
ورغم طرح أوليفييه فور لمفهوم "الاشتراكية البيئية" الذي يربط بين العدالة الاجتماعية وقضايا المناخ، إلا أن هذا الخطاب لم يستطع تمييز الحزب في مشهد يسيطر عليه خطاب ميلانشون حول "التخطيط البيئي"، وتقدم مارين توندولييه كوجه أكثر تنظيمًا وتأثيرًا داخل التيارات البيئية.
وعلى مستوى العلاقة مع السلطة، يواصل الحزب الاشتراكي اتخاذ مواقف متذبذبة، إذ عارض بوضوح قانون إصلاح التقاعد وقانون الهجرة، لكنه امتنع عن التصويت بسحب الثقة عن حكومة بايرو على خلفية قوانين الموازنة، في موقف يُظهر نوعًا من البراغماتية السياسية أو ربما التخبط.
وفي ختام مقالها، ذكرت الكاتبة أن الحزب الاشتراكي يقف اليوم أمام مفترق طرق مصيري، حيث لا بد له من الإجابة على سؤالين محوريين: هل لا يزال يرغب فعلًا في العودة إلى السلطة؟ وإن كان الجواب نعم، فمع من سيخوض هذا الطريق؟