logo
العالم

وسط عواصف داخلية.. اليمين المتطرف يحتفل بانتصاره في فرنسا

وسط عواصف داخلية.. اليمين المتطرف يحتفل بانتصاره في فرنسا
مارين لوبان خلال الاحتفالالمصدر: رويترز
09 يونيو 2025، 4:24 م

في قلب الريف الفرنسي، وبعيدًا عن أضواء العواصم في لواريه الفرنسية، اختار حزب "التجمع الوطني" تنظيم ما وصفه بـ"الاحتفال الكبير" بانتصار اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية.

لكن خلف هذه الأجواء الصاخبة التي جمعت شخصيات أوروبية بارزة، تخفي المناسبة محاولة للهروب من أزمة داخلية تعصف بالحزب بعد الحكم على مارين لوبان بالحرمان من الترشح، وصعود أصوات داخل الحزب تطالب بتغيير القيادة.

ونظم حزب مارين لوبان "التجمع الوطني" احتفالًا صاخبًا بمشاركة عدد من أبرز رموز اليمين المتطرف الأوروبي، من بينهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ونائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني، احتفاءً بـ"نصر القوميين" في الانتخابات الأوروبية لعام 2024.

أخبار ذات علاقة

مارين لوبان

الحكم على لوبان.. كيف خسر "التجمع الوطني" معركة الرأي العام؟

 وفي قرية "مورمان-سور-فيرنيسون"، وهي بلدة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 150 نسمة، احتشدت، اليوم الاثنين، نخبة اليمين المتطرف الأوروبي بدعوة من حزب "التجمع الوطني". 

وضمت قائمة الحضور كلًا من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ونائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني، وزعيم حزب "فوكس" الإسباني سانتياغو أباسكال، إلى جانب الفرنسيين مارين لوبان وجوردان بارديلا، بحسب محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية.

وقال جان إيف كامو، الباحث المتخصص في شؤون اليمين المتطرف، ومدير "المرصد الفرنسي للتطرف السياسي" في "مؤسسة جان جوريس"، لـ"إرم نيوز" إن "هذا التجمع ليس إعلان نصر بقدر ما هو محاولة لصناعة سردية موحّدة في لحظة ارتباك داخلي. فمع أن بارديلا يُقدَّم كوجه جديد، إلا أن البنية الحزبية لا تزال تدور في فلك مارين لوبان. 

وأضاف أن الأزمات المتتالية، من الحكم القضائي إلى الفضائح، تكشف حدود استراتيجية التطبيع التي تبنّاها الحزب في السنوات الأخيرة.

ويرى كامو أن الحزب يعيش لحظة حرجة، وأن محاولة تصدير صورة القوة من خلال هذا الحفل تخفي هشاشة داخلية متزايدة.

بدوره، قال باسكال بيرينو، أستاذ في معهد الدراسات السياسية ومتخصص في تحليل التصويت الشعبوي واليمين المتطرف، لـ"إرم نيوز": "نحن أمام توازن هش: نجاح انتخابي فرنسي غير قابل للتعميم أوروبيًا، وصراع خفي حول الزعامة في ظل غياب مارين لوبان المحتمل. التجمع في الريف الفرنسي هو بالأحرى طقس رمزي، رسالة إلى الداخل الفرنسي أكثر من كونه خطوة استراتيجية أوروبية".

وأشار بيرينو إلى أن هذا الحدث يخدم بالدرجة الأولى الداخل الفرنسي، كمحاولة لحشد الصفوف وتفادي التفتت، لا سيما مع تنامي مظاهر المعارضة الداخلية.

احتفال أم استعراض؟

الهدف المعلن لهذا التجمع، وفقًا لـ"التجمع الوطني"، هو "الاحتفال بالنصر التاريخي في 9 يونيو 2024"، في الانتخابات الأوروبية التي شهدت صعودًا كبيرًا لليمين المتطرف في أوروبا، وأدت في فرنسا إلى قرار الرئيس إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية. لكن رغم أجواء الانتصار، لم تحقق كل الأحزاب القومية التقدم نفسه. فعلى عكس اللائحة التي قادها بارديلا والتي تقدمت بـ8 نقاط مقارنة بعام 2019، تراجع حزب أوربان "فيديز" نحو 9 نقاط، وفقد 3 من مقاعده في البرلمان الأوروبي، ليصل إلى 10 نواب فقط.

لكن هذه الأرقام، التي تضعف الخطاب الاحتفالي، لا تُؤخذ بعين الاعتبار في أجواء الاحتفال التي تسود الاجتماع، إذ يواصل اليمين المتطرف اكتساحه للمشهد السياسي الأوروبي، دون أن ينجح في السيطرة الكاملة. فبينما وصلت بولندا إلى رئاسة قومية، تمكنت رومانيا من مقاومة هذا المد، في ما يشكل خيبة أمل لأنصار الدعاية الروسية داخل صفوف "التجمع الوطني".

أخبار ذات علاقة

جوردان بارديلّا ومارين لوبان

أثار "غيرة" والدته.. بارديلا يتحدث عن علاقته بمارين لوبان

 احتفال يحتاجه الحزب بشدة

يقول الحزب في بيانه إن "عيد الوطنيين هو أكثر من مجرد احتفال، إنه عرض للقوة، والتضامن، والوحدة من أجل أوروبا جديدة مبنية على السيادة والهوية والحرية". 

لكن خلف هذه الشعارات، يحتاج الحزب بشدة إلى مثل هذا الحدث ليصرف الأنظار عن أزماته المتتالية، وأبرزها الحكم القضائي الصادر بحق مارين لوبان الذي قضى بعدم أهليتها للترشح، ما يضع ترشحها المحتمل في 2027 في مهب الريح.

هذا القرار فتح الباب أمام توتر داخلي كبير حول مستقبل القيادة. فبينما يتمسك البعض بخيار لوبان رغم المخاطر القانونية، يرى آخرون أن الوقت قد حان لإطلاق "صاروخ بارديلا".

هذا الانقسام بات واضحًا حتى داخل أروقة البرلمان، إذ يشير أحد نواب "الجمهوريين" إلى أن "الموالين للوبان في قلق حقيقي، ويشعرون أن صعود بارديلا يعني نهايتهم السياسية".

الفضائح تلاحق الحزب

لم يتوقف الأمر عند الصراع الداخلي، بل تعقّد الوضع أكثر بانكشاف فضيحة جديدة؛ إذ كشف موقع "Les Jours" أن تسعة نواب من الحزب أعضاء في مجموعة على فيسبوك تنشر بانتظام تعليقات عنصرية.

وجاءت هذه الفضيحة بعد أيام فقط من جريمة عنصرية وقعت في "بوجيه-سور-أرجانس" في 31 مايو/أيار، فقد أظهرت التحقيقات الأولية أن الجاني كان نشطًا في الأوساط الرقمية المتطرفة نفسها.

وتبيّن أن منفذ الجريمة، كريستوف بلجمب، كان يروج علنًا للتصويت لصالح "التجمع الوطني"، مؤكدًا أن "مارين لوبان وبارديلا وحدهما قادران على إنقاذ فرنسا". لكن رغم خطورة الأمر، التزم معظم نواب الحزب الصمت، وهو أمر يثير الاستغراب خصوصًا من حزب يزعم أنه في طليعة محاربة انعدام الأمن، ويجيد استغلال الجرائم لتحقيق مكاسب سياسية.

أخبار ذات علاقة

زعيما الحزب الاشتراكي وحزب"تشيغا" اليميني المتطرف

صعود مفاجئ.. اليمين المتطرف ثاني أكبر قوة سياسية في البرتغال

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC