ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

فرنسا.. لماذا تخلّت مليكة سوريل عن حزب التجمع الوطني؟

فرنسا.. لماذا تخلّت مليكة سوريل عن حزب التجمع الوطني؟
مليكة سوريلالمصدر: ا ف ب
22 أبريل 2025، 2:22 م

اعتبر خبراء سياسيون متخصصون في شؤون اليمين المتطرف أن انسحاب مليكة سوريل من وفد حزب التجمع الوطني في البرلمان الأوروبي يعكس أزمة داخلية أعمق داخل الحزب.

ووفق الخبراء، تتعلق هذه الأزمة بصعوبة "التوفيق بين الخطاب السيادي وممارسة العمل البرلماني ضمن منطق ديمقراطي".

ورأوا أن هذا الانسحاب ليس مجرد حادث فردي، بل إشارة إلى التحديات التي تواجه الأحزاب الشعبوية عندما تحاول دمج شخصيات ذات خلفية فكرية أو إدارية مستقلة.

أخبار ذات علاقة

مارين لوبان

الحكم على لوبان.. كيف خسر "التجمع الوطني" معركة الرأي العام؟

 وقال الباحث السياسي الفرنسي توما جينيستيه، في مؤسسة جان جوريس للدراسات السياسية إن انسحاب مليكة سوريل يضع حزب التجمع الوطني أمام مرآة التناقضات التي يحملها مشروعه السياسي". 

وأوضح جينيستيه لـ"إرم نيوز" أن "سوريل لم تأتِ من خلفية حزبية، بل من تجربة فكرية ومؤسساتية، واعتقدت أنها ستكون قادرة على المساهمة في مشروع وطني من داخل كتلة سياسية".

وأضاف: "لكن الحزب، وفقاً لما عبرت عنه، لم يوفر لها هامش الحرية الذي يسمح بطرح أفكار خارج الانضباط الصارم الذي يفرضه جوردان بارديلا".

من جهته، قال الباحث سيلفيان كينيل من معهد "مونتاني" الفرنسي للدراسات السياسية إن المسألة تتجاوز شخصية سوريل، وهي تكشف عن نقطة ضعف بنيوية في التجمع الوطني: صعوبة استيعاب الكفاءات غير المنتمية عضوياً للحزب. 

وأوضح كينيل لـ"إرم نيوز" أن "الحزب يطلب الولاء الكامل، وليس التعاون النقدي. لذلك فإن شخصاً مثل سوريل، رغم توافقها مع العديد من مواقف الحزب، لم تجد لنفسها مكاناً حقيقياً. وهذا أمر متكرر في الأحزاب الشعبوية التي تخشى النقاش الداخلي وتفضل الخطاب الموحد".

وفي الانتخابات الأوروبية لعام 2024، التحقت الكاتبة والعضوة السابقة في "المجلس الأعلى للاندماج" خلال فترة رئاسة نيكولا ساركوزي، مليكة سوريل، بقائمة "التجمع الوطني" بقيادة جوردان بارديلا، محتلة المركز الثاني في الترتيب.

لكن، وبعد أقل من عام على هذا الانضمام، أعلنت سوريل عبر حسابها على منصة "إكس" انسحابها من وفد "التجمع الوطني" في البرلمان الأوروبي.

وقالت في بيانها: "لم أكن يوماً عضواً في حزب التجمع الوطني، لكنني كنت أعتقد أن بإمكاني أن أكون مفيدة لفرنسا ضمن هذا الوفد. لكنني شعرت بخيبة أمل. إذ إن شعوري بعدم الارتياح ازداد تدريجياً، كلما واجهت منطقاً جماعياً قمعياً يفرض التخلي عن أي هامش للحرية ويدمر كل إمكانية للتفكير المستقل".

وأضافت أن "خطورة الوضع الراهن في فرنسا تتطلب عدم الخضوع لمنطق الأحزاب حين يعوق العمل من أجل النهوض ببلدنا، بوطننا".

أخبار ذات علاقة

سيدة تحمل العلم الفرنسي

لوموند: "التجمع الوطني" خسر موقعه كأكبر معارض للحكومة الفرنسية

 

"نائبة مستقلة"

سوريل، المولودة في فرنسا لأبوين جزائريين، شغلت سابقاً عضوية "المجلس الأعلى للاندماج" خلال عهد ساركوزي.

وقد نشرت عدة مؤلفات حول قضايا الهجرة، وما تصفه بـ"تفكك فرنسا"، منتقدة "جزءاً من المهاجرين" لأنهم "ينقلبون على أرض الاستقبال".

وفي عام 2017، قالت: "مارين لوبان تنظر إلى عدد من الحقائق في وجهها"، وذلك أثناء دعمها لفرانسوا فيون.

وفي مقابلة مع صحيفة لو فيغارو في مارس 2024، صرّحت سوريل: "لقد عملت مع دومينيك دو فيلبان، ونيكولا ساركوزي وفرانسوا فيون، وأرى اليوم أن التجمع الوطني هو الحزب الوحيد الذي يدافع عن المصالح العليا لفرنسا والشعب الفرنسي".

وحذّرت آنذاك مما سمّته "لبننة فرنسا"، أي انزلاقها نحو الفوضى على المستويات "الهجرية، الأمنية والتعليمية". والآن، تصنَّف سوريل كنائبة "مستقلة" في البرلمان الأوروبي.

وبحسب الموقع الرسمي للبرلمان الأوروبي، لا تزال سوريل عضوة في مجموعة "الوطنيون من أجل أوروبا" التي يترأسها جوردان بارديلا، لكن تصنيفها بات "دون انتماء حزبي".

وكانت قد التحقت بقائمة التجمع الوطني للانتخابات الأوروبية لعام 2024، رغم أنها لا تنتمي للحزب رسمياً، معتبرة أنه "الحزب الوحيد الذي يدافع عن المصالح العليا لفرنسا".

أخبار ذات علاقة

مارين لوبان وجوردان بارديلا

خليفة لوبان أمام الامتحان.. هل يتفوق بارديلا على معلمته؟

 

أسباب الانسحاب من الحزب

قرار سوريل بالانسحاب من وفد التجمع الوطني جاء نتيجة ما وصفته بـ"منطق جماعي قمعي" يمنع التعبير ويضيق على الفكر الحر.

هذا القرار أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول قدرة الحزب على احتواء شخصيات مستقلة ذات خلفيات فكرية ومهنية متعددة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC