تتجه الأنظار إلى العلاقة المتوترة بين وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو ورئيس كتلة النواب لوران فوكييه، مع اقتراب انتخاب رئيس جديد لحزب "الجمهوريين" اليميني خلال الأسبوعين المقبلين.
وقالت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في تقرير، إن "المنافسة بين الرجلين لا تخلو من التوترات والتراكمات السابقة؛ ما يثير التساؤلات حول قدرة أحدهما على منح الآخر دورا في المرحلة المقبلة".
وبحسب الصحيفة، فإنه "بينما يوصف فوكييه بالبراغماتي القادر على طيّ الصفحات، فإن ريتايو يرمز إلى قيم التسامح، كما يظهر في إحدى لوحاته المفضلة التي تخلد ذكرى عفو قائد عسكري عن أعدائه".
ورغم محاولات التهدئة العلنية، فإن المعركة الانتخابية بين الطرفين تشهد "حرباً باردة" منذ لقائهما الأخير في فبراير/شباط الماضي.
كما أن تبادل الاتهامات بين أنصارهما يعكس عمق الجرح داخل الحزب، مع إشارات متكررة إلى "خيانة" و"انعدام ثقة".
وأكد التقرير، أنه "رغم تصريحات كلا المرشحين عن ضرورة "الوحدة" بعد الانتخابات، إلا أنه خلف الكواليس، يبدو المشهد أكثر تعقيداً.
وأعلن فوكييه في مقابلة صحفية استعداده لتعيين ريتايو نائباً للرئيس، في خطوة رمزية لطمأنة خصمه، لكن مقربين من ريتايو وصفوها بأنها "مناورة متأخرة".
وأكدوا أن "القيادة الحقيقية تتطلب توافُقاً في المشروع السياسي، وليس مجرد توزيع للمناصب".
ويعلق أحد قياديي الحزب بالقول: "القيادة لا تُقاسم، إما أن تمتلكها أو تخسرها".
وأضاف التقرير، أن "المعركة الانتخابية لا تتعلق فقط بمن يفوز، بل بالفارق في النتيجة".
وأشار إلى أن "فوزا ضئيلا قد يُجبر الفائز على تقاسم النفوذ، في حين أن فوزاً حاسماً يمنح المنتصر اليد العليا في تحديد توجه الحزب استعداداً للانتخابات الرئاسية عام 2027".
وفي هذا السياق، يرى فريق فوكييه أن حصوله على نسبة جيدة، حتى في حال الخسارة، يرسخ مكانته كزعيم وطني مستقبلي.
أما أنصار ريتايو فيُراهنون على الزخم الشعبي المتزايد والدعم التنظيمي الذي يعتبرونه مؤشراً واضحاً على تحول الحزب لصالحه.
وبينما يتفق الطرفان على أهمية "الالتفاف حول مشروع جامع"، فإن كل المعطيات تشير إلى تصادم محتمل في المستقبل، ولا سيما مع طموح كل منهما لتمثيل اليمين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وحتى اللحظة، تبقى الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن ما يبدو مؤكداً هو أن ما بعد 17 مايو/أيار لن يشبه ما قبله، ومع إعلان الفائز، تبدأ فوراً معركة جديدة: معركة زعامة اليمين الفرنسي في الطريق إلى الإليزيه، بحسب التقرير.