تباينت آراء الخبراء السياسيين حول دلالات السباق المحتدم داخل حزب "الجمهوريين" في فرنسا، حيث يقترب موعد الحسم في اختيار زعيم الحزب الجديد بين برونو ريتايو ولوران واكييه، وسط مؤشرات أولية ترجّح كفة الأول بحسب مزاج القاعدة الشعبية اليمينية.
وانتهت مساء الخميس، الحملة الخاصة بتسجيل الأعضاء الذين يحق لهم التصويت لاختيار رئيس حزب "الجمهوريين" (LR)، وهي خطوة اعتبرتها فرق الحملات الانتخابية للمرشحين ذات أهمية تكاد توازي موعد الاقتراع نفسه، المقرر في 17 مايو المقبل.
وفي غياب استطلاعات رأي تستهدف الأعضاء فعليًا – حيث تكتفي غالبية الاستطلاعات بقياس توجهات "المتعاطفين" فقط – فإن عدد المسجلين وتوزيعهم الجغرافي أصبحا أولى المؤشرات التي تقرّب المشهد من نتائجه المحتملة.
من جهته، قال أنطوان برونيل، خبير في شؤون الأحزاب الفرنسية بمركز "مونتين" لـ"إرم نيوز" إن "ما نراه ليس فقط صراع زعامات بل بداية إعادة تشكيل اليمين الفرنسي، حيث يسعى ريتايو لتقديم رؤية تقليدية محافظة، بينما يريد واكييه استعادة زخم اليمين الشعبوي".
بدورها، قالت سيلفي كاتالان، الباحثة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI) لـ"إرم نيوز" إنه "رغم تفوق ريتايو في الاستطلاعات، فإن هيمنة واكييه على بعض المؤسسات الحزبية قد تجعل النتيجة غير محسومة. لكن المؤكد أن هذا السباق سيساهم في بلورة هوية اليمين الفرنسي لما بعد ماكرون".
وبين رغبة في التجديد وتمسك بالخط المحافظ، تشهد أروقة حزب "الجمهوريين" واحدة من أكثر معاركه حساسية منذ سنوات. ومع اقتراب موعد 17 مايو، تتجه الأنظار إلى صندوق الاقتراع الذي سيحدد ليس فقط رئيس الحزب، بل ملامح اليمين الفرنسي لعقد مقبل.
ريتايو يتقدّم
بحسب استطلاع حصري أجراه معهد "إيفوب" لصالح صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، فإن أكثر من ثلثي المتعاطفين مع حزب الجمهوريين (65%) يفضلون برونو ريتايو على رأس الحزب، مقابل 35% فقط يختارون لوران واكييه.
وهذا يعكس تحولًا لافتًا في مزاج القاعدة اليمينية، قد يُترجم فعليًا داخل صناديق الاقتراع يوم التصويت، رغم أن القرار النهائي لا يزال بيد الـ100 ألف عضو الذين تم تجميد عضويتهم تمهيدًا للانتخاب.
ريتايو يهيمن على المشهد
ويحظى برونو ريتايو بشعبية طاغية في معظم المناطق الفرنسية، حيث أعرب 72% من المتعاطفين معه في منطقة بروفانس ألب كوت دزور عن دعمهم له، و81% في منطقة بايي دو لا لوار، بينما وصلت النسبة إلى 83% في الشمال (هوت دو فرانس).
والاستثناء الوحيد الذي يقف في وجه هذا الاكتساح هو معقل لوران واكييه، أوفرن-رون-ألب، حيث يحظى هذا الأخير بدعم 66% من المتعاطفين هناك.