الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غدًا الأربعاء، إلى تركيا في خطوة جديدة ضمن مساعيه لتفعيل المفاوضات مع روسيا بعد زيارة رسمية لإسبانيا.
تأتي هذه الجولة بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى أنقرة، حيث سينضم إلى المحادثات المزمعة مع الرئيس الأوكراني.
وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا وضعت حزمة من الحلول المقترحة على شركائها الدوليين، مؤكداً أن "بذل كل ما هو ممكن للتعجيل بنهاية الحرب يمثل الأولوية القصوى".
وتعمل كييف على استئناف عمليات تبادل أسرى الحرب مع موسكو، في خطوة تأتي ضمن مساعي إعادة تنشيط العملية التفاوضية وتسريع جهود إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
وتأتي هذه الجولة في ظل توترات مستمرة على الأرض، وحاجة ملحة لإيجاد حلول عاجلة لملفات حساسة تشمل الأراضي الأوكرانية المحتلة والأسرى، مما يجعل نتائج المحادثات المقبلة في أنقرة محور اهتمام دولي واسع.
وأكد خبراء أن زيارة زيلينسكي وويتكوف إلى تركيا تأتي في إطار ضغوط محتملة من واشنطن على كييف لقبول تنازلات سريعة في مفاوضات إنهاء الحرب مع روسيا.
وأشاروا إلى أن المحادثات ستشمل ملفات حساسة مثل الأراضي الأوكرانية المحتلة وتبادل الأسرى، مع التركيز على إعادة تنشيط العملية التفاوضية والحفاظ على الزخم السياسي والدبلوماسي، مع وجود دور محتمل لتركيا كوسيط، ودعم الولايات المتحدة؛ لإيجاد حلول بديلة تهدف إلى تهدئة الوضع العسكري وتحقيق وقف النار.
وأكد مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، إيفان يواس، أن التطورات الأخيرة في ملف الوساطة الأمريكية تُعيد رسم مسار المفاوضات المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار يواس، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، تم استبعاده أخيرًا من مسار التفاوض بين الولايات المتحدة وروسيا، إلا أن زيارته المرتقبة إلى إسطنبول غدا ستتيح له العودة واستعادة دوره في الجهود الدبلوماسية.
وأوضح يواس أن كييف تستعد لتكثيف تحركاتها السياسية في المرحلة المقبلة، وأن الرئيس الأوكراني كان يخطط لزيارة تركيا بعد زيارته لإسبانيا، في إطار مساعٍ لإعادة تفعيل الجهود التفاوضية.
وأشار إلى حزمة من الحلول والمقترحات التي تعتزم أوكرانيا عرضها على شركائها الدوليين، مع التركيز على إعادة تنشيط المفاوضات وتسريع إنهاء الحرب.
وأضاف المستشار أن استئناف عمليات تبادل أسرى الحرب جزء لا يتجزأ من العملية التفاوضية، معتبرًا أن الحفاظ على الزخم السياسي والدبلوماسي ضرورة حاسمة لإبقاء ملف إنهاء الحرب على رأس أولويات المجتمع الدولي.
من جهته، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، إن هناك مبادرة سلام جديدة يسعى الرئيس الأمريكي ترامب لتقديمها، وقد تكون عنوان القمة المقبلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد رشوان، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الهدف هو زيادة التشاور مع زيلينسكي حول الفكرة الجديدة ليقبل بها، مشيرًا إلى أن ترامب سبق أن عرض التنازل عن منطقة الدونباس، لكنه قوبل بالرفض الأوكراني.
وكشف أن تركيا قدمت مبادرة من 12 نقطة، لكنها لم تحظَ بالاعتراف الرسمي، وقد تكون طرفًا في التفاوض لما لها من رؤية استراتيجية.
ووصف التحركات الأمريكية بأنها تعتمد على سياسة العصا والجزرة، بتقديم إغراءات لروسيا وضمانات بعدم توسع الناتو شرقًا، إلى جانب الضغط على أوروبا، مع التأكيد على قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، وإمكانية تخفيف العقوبات عن روسيا مقابل فتح ملفات جديدة للتفاوض.
وأضاف أن مبدأ "لا شيء عن أوكرانيا دون أوكرانيا" سيظل حاضراً، وأن التفاوض المقبل في إسطنبول قد يشمل التنازلات المحتملة عن الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا، مثل لوغانسك ودونيتسك ومحطة زابوروجيا النووية، بهدف تهدئة العمليات العسكرية وتحقيق وقف النار.
بدوره، أوضح مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديمتري بريجع، أن ضغوطًا تُمارس على أوكرانيا من قبل الرئيس ترامب، وأن زيارة زيلينسكي وويتكوف إلى تركيا تهدف إلى تقديم تسوية لإنهاء الأزمة.
وأضاف بريجع، في تصريحاته لـ"إرم نيوز، أن المفاوضات ستتناول ملفات حساسة، أبرزها التنازل عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، بما في ذلك مقاطعة دونيتسك وشبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى ملف الفساد، خاصة بعد التظاهرات الأخيرة وكشف أموال اعتبرت جزءًا من منظومة فساد أحرجت الحكومة الأوكرانية.
وأكد بريجع أن هذه الملفات أعادت تحريك ملف المفاوضات، وأن جميع القضايا ستُطرح بهدف وقف الحرب عبر الحلول الدبلوماسية ومعالجة أزمة شرق أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى لأن يشمل الاتفاق روسيا وأوكرانيا.
واعتبر أن نجاح أي اتفاق يتطلب وسطية ودبلوماسية ناجحة لتحقيق وقف إطلاق النار والوصول إلى حلول سلمية.