مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
رغم جهود الرئيس التشادي الشاب، محمد إدريس ديبي، لتعزيز سياسة خارجية سيادية، وتوثيق التعاون الإقليمي ضمن تحالف دول الساحل، تواجه نجامينا تحديات كبيرة بسبب عدم الثقة المستمرة مع رئيس المجلس العسكري المالي، أسيمي غويتا.
ومنذ توليه السلطة المؤقتة، في أبريل/نيسان 2021، ركّز ديبي على تعزيز الشراكات الإستراتيجية مع دول الساحل، خاصة مالي والنيجر.
وفي هذا السياق، أعرب عن دعمه للتوافق مع مبادئ تحالف دول الساحل، وهي منظمة إقليمية أنشئت لتعزيز الأمن والاستقرار في مواجهة التهديدات المتشددة والأزمات السياسية التي تعصف بالمنطقة.
والهدف المعلن هو تعزيز الشراكات الإستراتيجية مع الدول المجاورة، وجعل تشاد لاعباً رئيسًا في الاستقرار.
ورغم هذه الرغبة في توثيق العلاقات تُعقّد عدة عقبات تنفيذ هذه الإستراتيجية. ويمثل انعدام الثقة المستمر في أسيمي غويتا، رئيس المجلس العسكري المالي، تحدياً كبيراً وفق ما أفادت مصادر تشادية على خلفية الزيارات الأخيرة المتبادلة بين النيجر، وبوركينافاسو، وتشاد، دون مالي.
ومنذ توليه السلطة، اتخذ غويتا موقفًا متحديا للتأثيرات الخارجية، خاصة الغربية، مما صعّب أي محاولات للتعاون أو التنسيق وبالتالي، فإن تباين الرؤى حول إدارة الأزمات الإقليمية والشكوك المتبادلة أعاق الحوار الجدي بين قادة دول الساحل.
وطردت نجامينا القوات الفرنسية، وانسحب الجنود الأمريكيون أيضا من تشاد، كدلالة على حسن نوايا ديبي، غير أن التوترات التاريخية، والتنافسات الداخلية بين دول الساحل الإفريقي على الزعامة، تُعقد عملية ترسيخ الثقة المتبادلة.
لذلك ينصح مراقبون تشاديون محمد إدريس ديبي، بتوخي الحذر في ظل المخاوف الأمنية الخاصة بكل دولة، مع إيجاد التوازن الأمثل بين طموحاته السيادية والتعاون الإقليمي الفعال.
في المقابل، ودون مشاورات معمقة وتجاوز للخلافات التاريخية، قد تبقى جهود ديبي رمزية، مما يُظهر الصعوبات المستمرة للتعاون في منطقة يسودها عدم الاستقرار.
وما يعكس حجم الخلافات بين نجامينا وباماكو لم يقم رئيس تشاد بعد بأي زيارة إلى مالي، رغم أنه بعد أسبوع، من توليه السلطة قام بأول جولة رسمية له إلى بوركينا فاسو وبعدها للنيجر من بين الدول الثلاث في تحالف الساحل.
وأثيرت خلافات قبل سنوات بين تشاد، ومالي والنيجر وبوركينا فاسو حول شروط انتشار 1200 جندي تشادي في "المثلث الحدودي" لمكافحة المتشددين في المنطقة.
أما دبلوماسياً، فقد أعادت زيارة ديبي إلى نيامي، في أغسطس/آب الماضي، إثارة التكهنات حول مستقبل انضمام تشاد إلى كونفدرالية الساحل، حيث ناقش مع رئيس المجلس العسكري بالنيجر عبد الرحمن تياني، فرص التعاون الاقتصادي والأمني ومجالات الطاقة، مع تعهد الدولتين بتعزيز شراكتهما الأمنية ضد الجماعات المسلحة في حوض بحيرة تشاد.
ووصل الرجلان إلى السلطة عبر الجيش، إذ خلف الأول والده، وتولى عرش تشاد بعد وفاته العام 2021، قبل أن يُنتخب في مايو/أيار 2024، ثم يُرقّى إلى رتبة مارشال تشاد في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
أما تياني، فقد أطاح بالرئيس النيجري المنتخب محمد بازوم في يوليو/تموز 2023، ثم أعلن نفسه رئيسًا للجمهورية في مارس/آذار 2025.
وتجسّد هذا المصير المشترك في الأشهر الأخيرة من خلال تكثيف التواصل بين هاتين الدولتين غير الساحليتين، واللتين تشتركان في حدود تمتد لـ 1100 كيلومتر.
وخلال الأشهر الستة التي أعقبت انتخابه رئيسًا لتشاد، تنقلت وفود دبلوماسية بين عاصمتي منطقة الساحل ثلاث مرات على الأقل.