logo
العالم

مالي.. كيف استلهمت "نصرة الإسلام" تكتيك "طالبان" لإسقاط باماكو؟

شارع شبه خال في باماكو وسط أزمة تعيشها البلادالمصدر: رويترز

يرى خبراء أن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المتشددة التابعة للقاعدة تمتلك قدرة غير متناسبة مع حجمها، إذ يشيرون إلى أن عدد عناصرها الحقيقي يتجاوز الأرقام المعلنة بفضل الانضمامات الأخيرة وتوسع تحالفاتها مع كتائب مثل "جبهة تحرير ماسينا".

ويقول الخبراء، إن الجماعة تعتمد على تكتيكات الكر والفر، مستفيدة من التضاريس الصعبة والغابات والواحات والاندماج مع السكان المحليين، فضلاً عن امتلاكها أسلحة واتصالات متقدمة وأموالاً من مناجم وتهريب وعمليات خطف مقابل مبالغ مالية كبيرة، ما يجعل السيطرة عليها عسكرياً شبه مستحيلة.

وتركز الجماعة على خنق العاصمة، بدلاً من اقتحامها؛ نظراً لضعف خبرة مقاتليها في العمليات الحضرية.

خارطة انتشار التنظيمات المتشددة

وقال الأستاذ الباحث بدول الساحل والصحراء والجماعات المسلحة، محمدن أيب أيب، إن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" الآن أكبر بكثير، فقد كان عدد عناصرها عند التأسيس في العام 2017، سبعة آلاف مقاتل.

وأضاف الباحث الإفريقي، لـ"إرم نيوز"، أن كتائب "جبهة تحرير ماسينا" وحدها حاليا، والتي أسسها أمادو كوفا، عام 2015، ويبلغ عدد أفرادها 17 ألف مقاتل، وهي من ضمن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الذي يضم إمارة الصحراء وأنصار الدين والمرابطين إلى جانب ماسينا يتواجدون في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وشمال بيني، وحدود ساحل العاج وحدود السنغال، بالإضافة إلى الشريط الحدودي مع موريتانيا.

أخبار ذات علاقة

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين

مالي "في خطر".. كيف تهدد "نصرة الإسلام والمسلمين" أفريقيا والعالم؟ (إنفوغراف)

وأشار إلى أن ما بين نوفمبر 2023 – يونيو 2025 بلغ عدد المنضمين فقط من قبائل "الإلفولار" 5 آلاف مقاتل، ما يعني أن الرقم يتجاوز السبعة آلاف بكثير.

وأكد أن السيطرة على باماكو ليست هدفاً أساسياً عند أمادو كوفا ولا عند إياد أغ غالي، أحد قادة الطوارق، وقاضي التنظيم محمود باري إنما الهدف خنق العاصمة، وكذلك إرغام الماليين أنفسهم على إسقاط نظام الجنرال عاصمي غويتا، للبحث عن جهات دولية يتناقشون معها طريقة الحكم على غرار ما حدث في أفغانستان.

وأوضح الخبير أن أغلب مقاتلي نصرة الإسلام والمسلمين وخاصة الإيفولار والذين هم من البدو، هم رعاة ليس لديهم خبرة في التعامل واقتحام المدن.

وأشار إلى أن تجربة 2012 التي اقتحم فيها تنظيم القاعدة مناطق الشمال مثل ميناكا وغاو وكيدال، وسيطروا على مناطق الشمال كلها، ولم يكملوا العام حيث قتلت أغلب قياداتهم مثل أبو بكر المصري، وعبدالحميد أبو زيد، والنبيل الصحراوي، ويحيى أبو الهوا، ونبيل الجزائري، بالإضافة إلى آخرين مثل فيصل الجزائري؛ لذلك أي محاولة لدخول المدن ستكون كارثة عليهم.

واختتم الخبير حديثه بالتأكيد على أنه من المستحيل أن تقتحم هذه الجماعات المدن إلا إذا كانت هناك جهات دولية تضمن لهم المفاوضات بشكل رسمي على غرار ما حدث في أفغانستان.

أخبار ذات علاقة

ميساء عبد الخالق: مالي تدفع الثمن

خبيرة بالشؤون الأفريقية: مالي تدفع ثمن صراع الدول العظمى على الذهب واليورانيوم

السيطرة على الحكم

من جانبه، قال المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمر الأنصاري، إن الجماعات المسلحة في مالي، مثل غيرها تعتمد على الكر والفر، لكنها غير ثابتة وليست على جبهة قتالية، مشيراً إلى أن مالي حالياً تنقسم إلى قسمين، صحراء في الشمال، وسافنا في الجنوب.

وأضاف الأنصاري، لـ"إرم نيوز"، أنه بالنسبة للصحراء فإن عمق وجبال وتلال وواحات كثيرة، وهي مواقع يصعب على أي جيش بلوغها إلا جواً، وهذه المناطق يندمجون فيها غالباً مع السكان المحليين ولا يمكن لأحد أن يفرق بينهم كثيراً.

وأوضح أن منطقة الجنوب وهي عبارة عن هو سافنا (غابات ومزارع)، ونفس الشيء كما هو حاصل في الحصار الحالي، فإن الجماعات الإرهابية هذه تظهر وتضرب قوافل النفط في الطريق الطويل نحو باماكو وتتلاشى بسهولة في الغابات وبين القرى المنعزلة.

مصادر التمويل

وأشار إلى أن جيوش تلك البلاد عانت منها؛ لذا فإن القضاء على عناصر التنظيم عسكرياً شبه مستحيل لكثرتهم وتعدد طرقهم، خاصة في الفترة الأخيرة التي أصبحوا يمتلكون فيها كل ما تمتلكه جيوش المنطقة من اتصالات متقدمة مثل أجهزة ستارلينك، ولديهم صواريخ وتطبيقات ذكاء اصطناعي وكل ما يلزم، مع خبراء في التضليل الإعلامي والأمن السيبراني.

وأكد الأنصاري أن "معظم هذه الوسائل استولت عليها من الجيوش المحلية التي اقتحمت مخازنها، على مدار السنوات الماضية، فاستولت على كثير من العتاد المتقدم وذخيرة كثيرة وأدوات اتصالات متقدمة".

وتابع: "مالياً كانوا يديرون مناجم ذهب في مناطق في جنوب وشمال مالي، تدر عليهم الكثير من الأموال، فضلاً عن تعاونهم مع تجار المخدرات والبشر والتهريب الذين يدفعون إتاوات للجماعات الإرهابية ليتمكنوا من ممارسة أعمالهم، إلى جانب أموال الفدية التي تأتي من اختطاف الأجانب".

واختتم الأنصاري حديثه بالإشارة إلى أن احتمال انقلاب جديد خلال 30-60 يومًا مرتفع جداً (70-80% حسب تقديرات مراكز الرصد في ظل استمرار حصار العاصمة واستمرار الشلل فيها).

أخبار ذات علاقة

جندي فرنسي

هل ينهي حصار باماكو القطيعة الدبلوماسية بين فرنسا ومالي؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC