أكدت الباحثة السياسية المتخصصة في الشؤون الأفريقية، ميساء عبد الخالق، أن مالي تدفع ثمن صراع الدول العظمى على ثرواتها ومعادنها وفي صدارة ذلك الذهب واليورانيوم، في وقت تجمعت هناك مصالح وأطماع فرنسا وروسيا والولايات المتحدة والصين، متوقعة أن تطول هذه الأزمة لفترة طويلة، في ظل تأزم الوضع الإنساني مع الحصار الذي وصل إلى العاصمة باماكو.
وأوضحت عبد الخالق في حوار مصور مع "إرم نيوز"، أن التدخل الدولي الخارجي الذي جاء ليس لمكافحة الإرهاب مثلما تدعي فرنسا أو روسيا أو الولايات المتحدة التي لديها أهداف والحال نفسها للصين التي لها مساع اقتصادية واستثمارية، في وقت كان هذا الحضور متعلقا بمصالح متعددة متعلقة بثروات مالي.
لماذا تفجرت الأزمة في مالي بهذا الشكل وهل الأمر يأخذ صراع قوى دولية عظمى متخفيا؟
تشهد مالي أزمة كبيرة جدا حاليا لاسيما مع وصول الحصار إلى قلب العاصمة باماكو، إشارة إلى أن الأوضاع المتردية كانت منذ 2022 ، ومع الانقلابات التي جرت ليكون إنهاء النفوذ الفرنسي، ودخول روسيا عبر فاجنر على الخط.
كان هناك ترحيب شعبي بالروس في ظل رؤيتهم لفرنسا على أنها المستعمر القديم ولكن عمليا تم فرض حصار على باماكو من قبل جماعة تابعة للقاعدة وهي "نصرة الإسلام والمسلمين" في وقت شهد ترديا في مستوى الخدمات مع عدم وصول الوقود إلى العاصمة وهو ما ينذر باستمرار الأزمة التي لا يظهر أفق لها .
هل تدخل أزمة مالي في صراع حول الثروات أم أنها حرب نفوذ استراتيجي تهدف لإعادة رسم خريطة منطقة الساحل من الجماعات المتطرفة؟
من المعروف أن مالي غنية بالثروات وهناك ثروة الذهب في شمالي البلاد وأيضا اليورانيوم وهو ما يشكل مطامع دولية من الخارج وفي مقدمتهم فرنسا و حاليا روسيا التي دخلت على خط النفوذ عبر فاجنر، ثم ما أصبح يطلق عليه بعد عام 2024 "فيلق أفريقيا" وهناك اتهام سواء لهذا أو ذاك، بأنهم يدخلون في تحالفات مع بعض الجماعات الإرهابية من أجل السيطرة على موارد بعينها وبالتحديد الذهب ليظل الترقب سيد الموقف.
كيف ترين دور مؤسسات الدولة المرحلة المقبلة للخروج من هذه الأزمة؟
من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور في المرحلة المقبلة خاصة بعد أن ساد التوتر ليس في شمالي البلاد أو الجزء المنفصل لمالي فقط ولكن في العاصمة باماكو أيضا، وهناك جملة من الأسباب التي جاءت بهذا المشهد في الصدارة، تراخي الدولة وضعف المؤسسات.
ولكن كان هناك حضور دولي جاء لمكافحة الإرهاب في مالي .. فماذا جرى؟
هذا التدخل الدولي الخارجي الذي جاء ليس لمكافحة الإرهاب مثلما تدعي فرنسا أو روسيا أو الولايات المتحدة التي لديها أهداف والحال نفسها للصين التي لها مساع اقتصادية واستثمارية وكل هذا التدخل كان بسبب مصالح في هذه الدولة المتعددة الثروات.
ما السيناريوهات المتوقعة لهذه الحرب وهل تأخذ تحولات أكبر الأيام المقبلة؟
هناك سيناريوهات متعددة وربما تطول هذه الأزمة إلى أشهر وربما سنوات؛ لأنها معقدة أمنيا وسياسيا في ظل مصالح اقتصادية لدول فرنسا وأمريكا والصين وروسيا تتزامن مع ضعف مؤسسات الدولة، وكل التدخلات الخارجية تأتي في هذه الدولة لأجل مطامع خارجية ويصعب التنبؤ كيف ستكون عليه حال الأمور في ظل انشغال العالم بأزمات دولية على رأسها أوكرانيا التي تعتبر روسيا طرفا أساسيا فيها، وأيضا الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا حول العالم، وبالطبع مالي جزء من ذلك.
هل كان لخروج فرنسا من مالي تحول وصل إلى طلاسم الوضع الحالي؟
فرنسا خرجت عسكريا 2022 ولكن لا يزال لديها طموح بالعودة عبر اتفاقيات جديدة، المصالح تحكم مالي والترقب سيد الموقف في ظل حالة ضاغطة لاسيما على السكان بعد أن وصل الحصار إلى قلب العاصمة ولم يعد هذا التوتر ضمن دائرة معينة؛ وهو ما ينذر بكارثة قد تحدث في مالي أكثر مما هو قائم.