مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
تنامى الامتعاض الشعبي وفي صفوف الجيش المالي بسبب نجاح جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في الزحف نحو العاصمة باماكو، وفرض حصار خانق عليها، وفق تقارير غربية.
وتساءلت التقارير حول ما إذا سيؤدي هذا الامتعاض إلى انقلاب عسكري ثالث في غضون أقل من خمس سنوات، في هذا البلد الواقع في الساحل الأفريقي.
وتمكنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة، من منع دخول شاحنات وصهاريج الوقود إلى باماكو، ومن غير الواضح ما إذا كانت تسعى إلى الاستيلاء على السلطة، والإطاحة بالرئيس الانتقالي لمالي، النقيب آسيمي غويتا، الذي تولى الحكم بعد انقلاب عسكري.
وكان غويتا قد تعهد منذ توليه السلطة باستعادة الأمن والاستقرار، لكن النتائج بدت عكسية إلى حد الآن، فقد نجحت الجماعات المسلحة في تعزيز نفوذها بشكل غير مسبوق، ما فرض تحديات أمنية كبيرة على السلطات في باماكو.
وبهذا السياق، قالت المحللة السياسية المتخصصة في الشؤون الإفريقية، ميساء نواف عبد الخالق، إن "سيطرة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على العاصمة المحتملة ستشكل رسالة مفادها أن الجيش والنظام العسكري الحاكم في باماكو فشل".
وأضافت عبد الخالق، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "هناك توقعات بأن يكون الوضع أسوأ خلال المرحلة المقبلة في مالي، وقد يتم بالفعل تنفيذ انقلاب عسكري ضد آسيمي غويتا، أو قد يحدث انشقاق داخل المؤسسة العسكرية".
واستدركت بالقول: "لكن ذلك لن يغير من الأمر الواقع في مالي، وستتجه الأمور نحو التأزم والتعقيد، لذلك فإن الحل في تدخل، ولكن ليس على شاكلة التدخلات السابقة، خاصة من روسيا، التي تدخلت من أجل مصالحها الخاصة، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في البلاد"، وفق تعبيرها.
ولفتت عبد الخالق إلى أن "الواقع الحالي سببه التنافس الدولي حول مالي الغنية باليورانيوم والذهب، وهذا التنافس أدى إلى تردي الأوضاع"، مؤكدة أن "المرحلة المقبلة ستكون قاتمة، ولن يتم تصحيح الأمور إلا بتعزيز دور الدولة ومؤسساتها، ووقف تراخي السلطات، والتحرك صوب الحد من نفوذ الجماعات الإرهابية سواء داعش أو القاعدة"، على حد تعبيرها.
وختمت عبد الخالق حديثها بالقول إن "هذا التراخي أدى إلى تمكن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من الزحف بسرعة نحو العاصمة باماكو".
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إن "الوضع في مالي أضحى معقدًا للغاية، وفي ظل نداءات الاتحاد الإفريقي والمحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية، لا أعتقد أنه يمكن التنبؤ بمسار الأزمة الراهنة".
وأضاف إدريس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "المعضلة الحقيقية تتمثل في أن حلفاء مالي الحاليين لا يحركون ساكنًا، في حين تتحرك دول أخرى، لذلك الأزمة مرشحة للتفاقم، ولا يمكن الجزم بإمكان حدوث انقلاب بعد".
وبين أنه "في حال سيطرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على العاصمة، ربما تفرض حكمها الخاص المستند إلى الشريعة الإسلامية، وقد تسعى إلى السيطرة على أجهزة الجيش والأمن، وتمنع حدوث انقلابات، خاصة في ظل تمترس عناصرها".