يخيم شعور الخوف على سكان العاصمة المالية باماكو، مع تشديد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين حصارها، الذي أدى إلى قطع إمدادات الوقود والغذاء وسط عجز الجيش عن التحرك.
ومع "صمت" الحلفاء لا يجد النظام العسكري الحاكم في مالي خيارات كثيرة لمواجهة "سيناريو الرعب" الذي بات يخيم خصوصا على العاصمة باماكو.
وتراجعت حركة السكان بشكل كبير، وذلك بعد أيام من إعلان السلطات تعليق الدراسة بسبب الأوضاع الأمنية والهجمات المسلحة التي استهدفت شاحنات وصهاريج تنقل الوقود إلى باماكو.
وبسبب الحصار، اضطرت السلطات في مالي إلى تأجيل موسم الحصاد الزراعي، وأيضا فرضت قيودا على الوصول إلى الكهرباء بهدف تمكين البلاد من الصمود في وجه الحصار الخانق، الذي أدى بشكل كبير إلى شلّ الاقتصاد.
وقالت سمانا كايتا، وهي مدرّسة، إن "الوضع يزداد صعوبة ونحن نخشى حتى الخروج خاصة مع تواتر عمليات الخطف في الساعات القليلة الماضية، نحن لا نشعر بالأمان هنا لكننا سندعم قواتنا حتى النصر".
وذكرت كايتا، البالغة من العمر 48 عامًا، لـ"إرم نيوز"، أن "ثقتنا عالية في الجيش رغم الانتكاسات الأخيرة، فبمجرد محاصرة العاصمة ذلك يعني أن هناك فشلاً، لكننا نقف معه في الحرب ضد الإرهابيين".
ويبث الجيش المالي من حينٍ إلى آخر مقاطع فيديو تظهر تمشيطاً بمروحياته لمحيط العاصمة، لكن ذلك لا يبعث في نفس الممرض سليمان سي الاطمئنان.
وقال سي، البالغ من العمر 54 عامًا، لـ"إرم نيوز"، إن "المشكلة تكمن في أن الوقود ينفد، والمؤونة أيضاً، فيما يقف حلفاؤنا الإقليميون والدوليون متفرجين"، مؤكدًا أنه "يجب على الجيش والأمن التحرّك لإحداث اختراقات تقود إلى تأمين إدخال شحنات الوقود والغذاء".
ولم تعلن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي يتزعمها إياد آغ غالي، بعد عن خطط للسيطرة على العاصمة أو تولي الحكم، غير أنّ الحصار يثير مخاوف حتى خارج مالي نفسها من سقوط وشيك للنظام الذي يقوده النقيب آسيمي غويتا.
وفي مواجهة الضغوط، اكتفى غويتا قبل أيام بدعوة السكان إلى "ترشيد" استهلاك الوقود في ما عده مراقبون سعياً لربح الوقت على الرغم من استمرار زحف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين صوب العاصمة.
