مع تطويقها العاصمة باماكو، تتصاعد المخاوف من تحويل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" مالي إلى "أفغانستان أفريقيا"، خاصة بعد قطع إمدادات الوقود وغيره على النظام العسكري الحاكم هناك بقيادة النقيب آسيمي غويتا.
وزادت الدعوات الغربية التي صدرت من دول مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا من أجل مغادرة رعاياها لهذا البلد الواقع في الساحل الإفريقي من سقوط وشيك لحكومة النقيب غويتا الذي لم يقرّ بعد خططاً لفكّ الحصار عن العاصمة.
وفي الساعات الماضيّة بث الجيش المالي عبر منصّة "أكس" مقاطع تظهر هجمات محدودة لقواته، فيما باتت الجماعة تسيطر بشكل فعلي على الطريق الوطنيّة رقم 1 التي تربط مالي بالسنغال وأيضا الطريق الوطنيّة رقم 7 التي تؤدي إلى ميناء كوت ديفوار ما أتاح لمقاتليها شنّ هجمات على قوافل الوقود.
ويدخل حصار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين للعاصمة المالية شهره الثالث وسط ترقب وتوجس داخلي وخارجي، خاصة في ظل الصمت الذي تلازمه روسيا التي لها قوات على الأرض في البلاد.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، إيريك إيزيبا، على الأمر بالقول إن: "الواضح من خلال تقدم عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين السريع صوب العاصمة باماكو أن هناك انهيارا شبه تامّ لقوات الجيش المالي المنهكة بالفعل والمشتتة أيضا، حيث هناك حديث عن انقسام حول سياسات غويتا".
وتابع إيزيبا في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، "مع ذلك، أستبعدُ سقوط الدولة المالية وأن تتحول إلى ملاذ للقاعدة، حيث أثبت التاريخ أنه لا يمكن لهذا التنظيم السيطرة على بلد هكذا ببساطة، وأتوقع أن يكون هناك تدخل خارجي يفك في مرحلة أولى الحصار على العاصمة المالية، ثم تتبع ذلك تطورات في دوائر الحكم في باماكو وسياساتها الخارجية".
وشدد على أن: "روسيا أثبتت فشلها في حماية النظام والدولة المالية، لذلك قد نرى مراجعات من داخل الحكومة في باماكو في قادم الأيام لإنقاذ الموقف".
تأتي هذه التطورات في وقت يتحسب فيه السكان في باماكو لأي تطور، خاصة في ظل عجز الجيش عن وقف تقدم مسحلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نحو العاصمة.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، إن "المشهد في مالي الآن معقد للغاية، حيث لم تكشف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بعد عن خطط لإسقاط النظام وتولي السلطة، وبذلك من السابق لأوانه الحديث عن أفغنة مالي".
وأضاف ديالو في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "المتتبع لمسار الأحداث أيضاً يلاحظ أن الجيش بدأ بشن عمليات محدودة لفكّ الحصار وهي عمليات محسوبة حيث لم يجازف بهجوم مضاد واسع، وإنما اقتصرت على عمليات إنزال جوي وغارات تعقبها توغلات للقضاء على عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين".
وأكد أن "هذا التكتيك الجديد يستهدف على الأرجح التقليص من خسائر الجيش وإحداث اختراق حقيقي، بحيث يسمح بتأمين بعض الطرقات لضمان تدفق الوقود، وأعتقد أن هذه خطوة على المسار الصحيح".